دراسة تستقرئ قصيدة الاغتراب في الشعر الإماراتي المعاصر

غلاف الكتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المعروف أن الإبداع لا يزدهر في أحسن الظروف، وإنما يزدهر في أسوئها، وقد تحقق ذلك في الشعر الإماراتي المعاصر، حيث تفنن الشاعر الإماراتي في التعبير عن همومه الاغترابية، وأخذ دوره في معالجة الاغتراب وفي قهر أسبابه، وهذا ما دفع حصة عبدالله مرخان الإجتبي، إلى الاهتمام بالقصيدة المغتربة ودراستها باعتبارها مصدراً مهماً لتوثيق تاريخ الدولة وتطورها، فضلاً عن أنها شخصت الجوانب الإيجابية والسلبية لواقع مجتمعنا الحضاري، ودعت إلى المحافظة على الهوية الوطنية، مع الأخذ بالاعتبار المحافظة على الهوية العربية الإسلامية.

حقيقة

جاءت دراسة حصة عبدالله مرخان الإجتبي، عبر كتاب «القصيدة المغتربة في الشعر الإماراتي المعاصر»، الصادر عن ندوة الثقافة والعلوم، الذي أوضح أن بروز ظاهرة الاغتراب في الشعر الإماراتي المعاصر يقر حقيقة أن المجتمع الإماراتي تربة خصبة للتناقضات والمفارقات التي أوقعت الشاعر الإماراتي في دائرة الاغتراب، لا سيما وأن لديه من الحساسية والفكر الواعي ما يجعله يملك بدرجة ما القدرة على استخلاص ذاته من «اليومي» و«المألوف» و«الراسخ بقوة الأمر الواقع»، ليستهجن ويرفض ويتمرد، ومن هذا المنطلق أكدت نتائج دراسة الإجتبي أن مشاعر الاغتراب ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالشعراء وتجلت في تجاربهم، كما أفلح هؤلاء الشعراء في أن يبدعوا ما يمكن أن نستخلص منه صورة خاصة للاغتراب في الشعر الإماراتي.

ظروف

كما شكلت ظروف التجربة الاغترابية في الشعر الإماراتي، ولا سيما الاجتماعية والاقتصادية، هزة عنيفة في المستويات كافة، فتولدت عنها أدوات تعبير فني خاصة، كما اختلفت الاستجابة الفنية من شاعر إلى آخر، وانعكست مظاهر الاغتراب فنياً بما يناسب موهبة كل شاعر وخصائص فنه الشعري، فجاءت القصائد لدى كل واحد من هؤلاء الشعراء وكأنها دفقة شعورية بما يعتمل في ذواتهم المغتربة.

طرح واعٍ

وأشارت الإجتبي إلى أن الشاعر الإماراتي المعاصر لا يطرح قضية الاغتراب كموقف قدري مسلم به، بل إنه يطرحه طرحاً واعياً، مؤكداً من خلال ذلك طبيعته الإنسانية، أي أنه من صنع الإنسان نفسه بعد انحرافه، وكذلك فإن الاغتراب من وجهة نظر الشاعر الإماراتي المعاصر يعتبر السمة المميزة والأساسية لمجتمع الإمارات، واختيار الشاعر للفظة والاغتراب واستخدامها كتقنية معنوية وشعرية، يرجع إلى تصوره أن الاغتراب هو الصفة الأساسية والنمط المميز للبناء الداخلي للإنسان ومجتمع الإمارات في القرن العشرين، ولكنها ليست جوهرية أو حتمية، ولذلك فالثورة عليها تصبح ضرورية، وهذا في حد ذاته يعني أن مفهوم الاغتراب لدى شعرائنا يستند إلى خلفيات ذات مفهوم فلسفي، ومضمون اجتماعي، وواقع حياتي، وتقنية شعرية جمالية.

اقتراح

استغرقت حصة عبدالله مرخان الإجتبي، مدة 4 سنوات في إعداد هذه الدراسة، وقد اقترحت بعض الأمور التي من شأنها أن تدعم تطور القصيدة المغتربة، ومنها: التوصية بأن تهتم الجهات الثقافية المعنية بنشر القصائد والدواوين الشعرية لتشجيع الشعراء على الإبداع.

Email