خلال حوار استضافه قصر الحصن

باحثون يسردون سيرة التحولات المعمارية في أبوظبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنعش معماريون ذاكرة الحضور عند عرضهم لمشاهد من مدينة أبوظبي كانت موجودة قبل عقود، ومن ثم أُزيلت كليا لافساح الطريق أمام ظهور أبوظبي الحديثة، وذلك خلال حوار بعنوان "المدينة شاهد تاريخي: تحول السوق المركزي في أبوظبي"، الذي نظمته هيئة ابوظبي للسياحة والثقافة، مساء أول من أمس في قصر الحصن في أبوظبي، وتحدث فيه الدكتور أحمد صادق مستشار مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني الذي سرد تاريخ التطور العمراني في أبوظبي منذ الستينات إلى الوقت الحالي، بينما تحدث الدكتور ياسر الشيشتاوي الأستاذ المشارك في جامعة الإمارات في العين عن السوق القديم في المدينة وكيف تحول في العام 2005، في حين شرح الدكتور قيس السامرائي من مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، مهام المجلس، وأدارت الحوار ميشيل بامبلينغ منسقة الجناح الوطني للإمارات في جناح العمارة في بينالي البندقية.

المخططات الخمسة

نوه الدكتور أحمد صادق في مستهل حديثه بأن المدن عناصر حيوية تتغير وأحيانا تفنى إن لم نعتنِ بها، وهناك ما يسمى بالميزات الخاصة بالمدن، ومن ثم استعرض تطور مدينة أبوظبي منذ العام 1962 إلى 1995 والتطور الحاصل من عام 2005 إلى 2007 والذي أثر كثيرا على صورة المدينة وهو ما دفع، كما نوه صادق، إلى إنشاء مجلس التخطيط المدني ومن ثم وضع خطة 2030.

وبالعودة للتاريخ، أشار صادق إلى أن الإمارة بنيت في العام 1761 في عهد الشيخ ذياب بن عيسى، ومن ثم أصبحت عاصمة أبوظبي عندما شيد قصر الحصن فيها. وأضاف إنه في أوائل الأربعينات من القرن الماضي كان عدد السكان في أبوظبي أقل من 200 ألف نسمة وكانت الأحياء موزعة بحسب القبائل التي تسكنها.

وقال إنه في المرحلة الثانية بدأت الدولة تشرف على نمو الإمارة ووضعت خمسة مخططات ما بين العام 1962 و2005، وحدثت التنمية بوقت قصير، وتم بناء شبكة طرق مع التركيز على البنى التحتية للشوارع، ومن ثم بدأت تظهر الخطوط الأساسية للمدينة التي كان يقطنها في العام 1968 220 ألف نسمة، وتم بناء قصر المنهل، والفلل في منطقتي الخالدية والمينا، ومحطة الكهرباء وجسر المقطع، وفندق الشاطئ قديما والذي كان يقع مكان الشيراتون حاليا. وأشار إلى أن بناء المباني الشاهقة تركز عند الأطراف.

السوق الحديث

وقال الدكتور ياسر الشيشتاوي إن المدن طبقات كثيرة والذاكرة لا تمحُى، مشيرا إلى أن رغبة التحولات في أبوظبي جاءت في إطار اعتماد كل ما هو حديث. ورأى الشيشتاوي أن السوق المركزي كان آخرها، واستعرض صورا للسوق القديم وقال إن هذه الصور تعود إلى ما قبل إزالة السوق، ويبدو أنه لا يتناسب مع الطبيعة الحديثة لأبوظبي.

 وبالمقارنة مع صور السوق الجديد، أوضح الشيشتاوي أن السوق الجديد يعكس الرفاهية بالمقارنة مع القديم الذي يعتبر فوضويا، وكل هذا يؤكد أن أبوظبي لم تكن كما هي عليه في الوقت الحالي.

Email