ورشة قدمتها دلال مقاري ضمن مهرجان الشارقة القرائي

«الحكواتي والراوي».. خيال الظل القادم من الشرق

بهجة خلقتها عفوية دلال مقاري تصوير - غلام كركر

ت + ت - الحجم الطبيعي

"أنا أدلكم على ممرات الحكاية، ولكني لا أصنعها، فكل يصنع الحكاية بطريقته"، مقولة عبرت عنها الكاتبة المسرحية والشاعرة والفنانة التشكيلية السورية الدكتورة دلال مقاري، بشكل رائع، من خلال تفاعلها العفوي وروحها المرحة التي أثارت حالة من البهجة في ورشة العمل التي قدمتها بمهرجان الشارقة القرائي في دورته السادسة بعنوان "الراوي والحكواتي والمعلم والمرشد في مسرحية الكتاب"، وأحدثت تجاوباً كبيراً من قبل السيدات والمعلمات اللواتي ظهر عليهن الحماس لتعلم واكتساب خبرة جديدة لم يكنَّ على علم بها مسبقاً.

"البيان" التقت الدكتورة دلال مقاري لتتحدث عن خيال الظل، وعن مشاركتها في المهرجان ، التي اعتبرتها إضافة للطرفين، مشيرة إلى أن مشاركتها في المهرجان قرائي يحتضن الكتاب، تحيي العلاقة مع هذا الكتاب وتنمي الرغبة في القراءة، وقالت: من خلال ورشة العمل، وظفت كل فنون الدراما وليس خيال الظل فقط، تحت عنوان "الحكواتي والراوي" وضمن تقنية الـ"سايكوثيرابي" أو الـ"سايكو دراما"، ما يجعلني أستخدم مجموعة من الفنون ضمن نسيج عنكبوتي.

ممرات مغلقة

وأشارت مقاري إلى أن آلية عملها في الورشة تعتمد على محاولة إنعاش الممرات المغلقة لدى المشاركات، عن طريق تقنيات "سايكودرامية" تستنهض من خلالها الطاقة الموجودة في دواخلهن، وقالت: أنا لم أخلق تلك الطاقة، ولكني فتحت ممرات جديدة ركزت فيها على الطاقة المغفلة ووجهتها تجاه الطريق الصحيح، فلكل منا رسالته، وأنا أريد البحث عن أدوات مناسبة لأصل بموادي ورسالتي إلى الهدف والمتلقي، فهو غايتي.

وأشادت مقاري بمهرجان الشارقة القرائي، معبرة عن سعادتها بالالتفات إلى الطفل بهذا الشكل الجدي والمسؤول، وقالت: يحمل المهرجان شعار" اقرأ واحلم وابتكر"، ولو طبقنا هذه الثلاثية الطموحة لأنتجنا جيلاً مبدعاً ومبتكراً، يتحمل مسؤولية وأعباء المستقبل. ولا تتوجه مقاري بورشة عملها إلى الطفل، ولكنها تتعامل مع رعاة هذا الطفل والمسؤولين عنه، وقالت: أتعامل مع الأمهات والمعلمات، وأوجههن لكيفية التعامل مع الطفولة، وتشجيع مبدأ القراءة، وبهذا نضمن جيلاً مبدعاً ومبتكراً يحلم بالمستقبل.

حلم

وذكرت مقاري أننا نفتقد إلى الحلم، وقالت: نحن مكبلون بلا حلم، وبدونه ليس هناك علاقة مع أنفسنا وأرواحنا وأجسادنا، ولذا أحاول فتح البوابة على هذه المفاهيم المغلقة، فالحلم ليس من المحرمات، والدين الإسلامي أكثر ابتكارا وحرية، وعلينا أن نجتهد لنصل لهذا المستوى الراقي من الدين. ورغم سعادتها بالمشاركة في المهرجان، إلا أن مقاري عبرت عن أسفها لعدم تضمين مشاركتها ضمن البرنامج الرسمي للمهرجان، كما استاءت من قلة الاهتمام الإعلامي، وقالت: استغربت عدم وجود اهتمام إعلامي رغم أن ما أقدمه هو مادة عربية وأوروبية بامتياز، والخبرة التي أقدمها نادرة عربياً.

خيال الظل

عرفت مقاري خيال الظل بأنه فن تراثي شرقي، عرفه الوطن العربي عن طريق شخصية "كركوز وعيواظ"، مشيرة إلى أنها لا تهتم لأي حضارة ينتمي هذا الفن، بل تركز على كيفية توظيف هذا التراث العربي الرائع المغفل بطريقة تستثمر بشكل جيد في مجال التربية والتعليم والعلاج والإبداع، إلى جانب أنه من أهم الفنون العربية التراثية التي تخدم المخيلة لدى الطفل، وتوضح له التناقض بين الأبيض والأسود، وبين الضوء والظل، والتناقض في الرؤية بين الداخل والخارج، ما يحفز مخيلته على الإبداع.

خطة تطوعية

تخطط مقاري في الوقت الحالي للقيام بجولات تطوعية، تقدم من خلالها منهجاً جديداً في التعليم تسعى للترويج له في الوطن العربي، وتهدف من خلالها إلى توصيل رسالة مغزاها أن المناهج وطريقة التدريس في الوطن العربي منغلقة وقمعية، لا تنفتح على الإبداع والابتكار وحرية الفكر والإنتاج. وتطالب المهتمين بتفتيح أعينهم على تجربتها هذه، لأهميتها الكبيرة.

 الثقافة والطفل

أكدت ندوة الثقافة وإعداد طفل المستقبل، الفكرية، التي عقدت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته السادسة، في ملتقى الكتاب، أن الثقافة ميدان مهم لإعداد الطفل بوصفها القيم والعادات وروح الانسان الذي يجب أن يتحلى بها وفقا لمناهج الأمة والقيم والسلوك الذي يجب أن يزرع في الطفل الآتي للمستقبل لصناعة انسان الغد وجيله القادر على القيام بالمسؤولية متحصنا بروح وعادات الجماعة.وأدار الندوة، الدكتور عمر عبد العزيز، وشارك فيها الدكتورة صفية اسماعيل من مصر، والدكتور محمد الغزي من تونس، وفيليب أرداغ من بريطانيا. وركزت الندوة الفكرية على طفل المستقبل وليس الراهن، والتحديات الكبيرة للأسرة والمدرسة بهذا الخصوص.

Email