إبراهيم محمد إبراهيم وعبداللطيف بن يوسف يبحران في عوالم القصيدة
في الوقت الذي كانت فيه أرجاء منطقة قلب الشارقة التي تستضيف حالياً أيام الشارقة التراثية تضج بأنغام العود وضربات الدف، خلال جلسة خليجية غنائية عقدت على مسرح الأيام، كان بيت الشعر الواقع قبالتها، يضج بكلمات الشعر التي انسابت من قصائد الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم وزميله السعودي عبداللطيف بن يوسف اللذين التقيا، أول من أمس، في أمسية شعرية نظمتها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، وحضرها محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر، وعدد من المهتمين بالشعر، لتبدو الأمسية التي أدارها الشاعر طلال سالم، أشبه بمبارزة أدبية.
إيقاع مغاير
الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم الحائز جـائــزة الإمــارات التقـديــريــة فــرع الآداب محـور «الشعــر» في دورتها الــرابعــة، استهل قراءاته الشعرية بإيقاع مغاير عبر تقديمه قصائد قصيرة في طولها، حاملة في كلماتها معاني عميقة، فمن «دوائر» انتقل إبراهيم الذي سبق له إصدار مجموعة من الدواوين الشعرية منها «عند باب المدينة» و«فساد الملح»، إلى قصيدة «رسم في الهواء»، ليحدثنا عن طفل اعتاد رسم عصفوره في الهواء، ليخرج منها ويطرح مجموعة أسئلة في نصه «قتل».
إبحار
الأمسية بدأت بقصائد الشاعر عبداللطيف بن يوسف، والذي صدر له ديوان شعري بعنوان «لا الأرض أمي لا القبيلة والدي»، حيث تنقل بين مجموعة قصائده التي بدأها بنص أهداه إلى نفسه، لينتقل منه إلى «موال بحري» والذي أهداه إلى منطقة الخليج، وفيه حضر البحر بقوة، حيث يقول في ختامها (لا تنس يا بحر .. لا تنس من جهز المجداف قبل الأمتعة)، لكن إبحار بن يوسف لم يكن في منطقة الخليج فقط، وإنما ذهب بعيداً ليحط على شواطئ جلال الدين الرومي الذي أهداه قصيدة «هامشٌ على المَثنَوي»، التي اعتمد في اسمها على ديوان جلال الدين الرومي «المثنوي»، والتي تعني ذلك النظام الذي يعرف بالمزدوج في العربية، وهو يعتمد في التقفية على توحيد القافية بين شطري كل بيت من أبيات المنظومة.
سؤال
شكلت قصيدة «نقطة البدء» للشاعر إبراهيم محمد إبراهيم، بداية جديدة لقصائد أخرى ألقاها خلال الأمسية، أولها حمل عنوان «إبحار» التي انطوت بدايتها على سؤال شعري مفاده: هل جربت صباحاً أن تنظر في عيني طفل يصحو من النوم؟ ليمضي إبراهيم في قصائده نحو «نسيان» ويختتم أمسيته بقصيدة «إبداع».
