في محاضرة بدبي عن المدينة العتيقة على مر العصور

محمد هاشم غوشة يوثق بالصور تاريخ القدس

محمد هاشم غوشة خلال المحاضرة البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضاف مجلس الأعمال الأردني، وبالتعاون مع مجلس الأعمال الفلسطيني في دبي المؤرخ والمفكر العربي الدكتور محمد هاشم غوشة، صاحب الأعمال التوثيقية الأضخم لمدينة القدس بعنوان ذاكرة القدس في خمسة مجلدات وعضو منتدى الفكر العربي.

حيث قدم محاضرة مصورة حول مدينة القدس الشريف، تاريخياً وحضارياً ودينياً، أول من أمس في قاعة الراشدية بفندق البستان روتانا بدبي، وقدمه مذيع قناة العربية، محمد أبوعبيد بعد كلمات كل من رئيسيّ مجلس الأعمال الأردني والفلسطيني.

ولعل ما أثار الاهتمام بأن المحاضرة قدمت مادة موثقة لمدينة القدس من خلال التسلسل التاريخي لتطور المدينة، وما شهدته من أحداث ومحاولات طمس هويتها العربية الإسلامية. وذكر غوشه أنه يمتلك نحو 9 آلاف صورة .

ولكنه غير قادر على تقديمها في هذه المحاضرة، وهي تغطي الفترة ما بين 1860 ـ 1967 م.وما قدمه هو عبارة عن وثائق وصور غير مسبوقة موثقة بشكل مفصل تجعل المشاهد يكتشف حقيقة القدس العربية من جديد بأسلوب حيّ وشيق. ويؤكد المحاضر بأنه كان دائماً من أنصار منهج البحث الوثائقي المستند إلى الصور والوثائق.

الفترة العثمانية

تناولت المحاضرة المرفوقة بالصور تاريخ القدس المصور في الفترة العثمانية، فتطرق إلى المعالم الإسلامية والمسيحية المقدسة، والتطور العمراني في مدينة القدس من خلال حاراتها وأسواقها وأبوابها وسورها، إضافة إلى مشاهير الزواّر الذين زاروا القدس في هذه المرحلة، والحركة العلمية والفكرية والثقافية.

وكذلك الحركة التجارية، وأبرز المؤسسات الخدماتية كالبريد وسكة الحديد والمياه، ناهيك عن الاحتفالات والأعياد والمناسبات الاجتماعية والدينية كموسم النبي موسى وغيره، ثم مشاهير الشخصيات التي عاشت في القدس في أواخر العهد العثماني.

سقوط القدس

وعرض صوراً تحكي قصة سقوط القدس تحت الاحتلال البريطاني، ثم مقاومة هذا الاحتلال بالطرق الدبلوماسية تارةً، ومن خلال التحركات الشعبية الرافضة للسياسة البريطانية تارةً أخرى، والمتمثلة في الثورات والانتفاضات الشعبية.

بدءاً من أول مظاهرة خرجت في سنة 1919 ضد الهجرة اليهودية والسياسة البريطانية التي ظلمت الشعب الفلسطيني، مروراً بهبة البراق، والثورة الكبرى والإضراب، وحتى آخر لحظة بقيت فيها الدولة المنتدبة جاثمةً على الأرض الفلسطينية.

 ثم المعارك التي جرت على أسوار القدس، وفي أحيائها وحاراتها دفاعاً عنها بعد خروج الجيش البريطاني من القدس في 15/5/1948. وعرض صور المؤتمرات والاجتماعات الوطنية والإسلامية في القدس في العشرينات والثلاثينات وحتى في الأربعينات تطور الحركة الوطنية في الشارع الفلسطيني، وهي برهنت على الأهمية والمكانة التي تمتعت بها القدس في الفترة الانتدابية.

توثيق شامل

وعرض صوراً لتوثيق شامل لزيارات الزعماء والقادة العرب والمسلمين والأجانب للقدس أمثال أمراء الكويت كالشيخ أحمد جابر الصباح في سنة 1932، والشيخ عبد الله السالم الصباح، والشيخ صباح السالم الصباح في سنة 1966.

والشيخ جابر الأحمد الصباح في سنة 1964 عندما كان وزيراً للمالية، بالإضافة إلى صور زيارات الشيخ شخبوط حاكم أبوظبي، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات في سنة 1966، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وأبنائه الشيوخ كالشيخ مكتوم والشيخ حمدان.

ناهيك عن زيارات شيوخ الشارقة، وشيوخ آل ثاني حُكام وأمراء قطر، إضافة إلى ملوك العربية السعودية كالملك سعود بن عبد العزيز والملك فيصل والملك فهد والأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير مشعل بن عبد العزيز وغيرهم، وكذلك ملك المغرب محمد الخامس.

والحبيب بورقيبة رئيس تونس، وعبد الحكيم عامر نائب الرئيس المصري، وعدنان مندريس، وجلال بيار، وشاه إيران، وأحمدو بلو الزعيم النيجيري، وملوك بلجيكا واليونان وإسبانيا وغيرهم، والأهم من ذلك زيارة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات إلى المسجد الأقصى عندما كان مهندساً في الكويت في سنة 1963.

كما كشفت الصور التي عرضها الدكتور محمد هاشم غوشة عن دور الهاشميين في تطوير القدس من خلال الصور، فهناك صورة فريدة للملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين في عيد ميلاده بالقدس في قصر الملك الحسين بن طلال في ضاحية بيت حنينا.

إضافة إلى صور متنوعة للملك الحسين بن طلال والأمير الحسن بن طلال والأمير محمد بن طلال أثناء زيارتهم للقدس وافتتاح المؤسسات العلمية والصحية والدينية وتطوير المدينة.

صور المفكرين

إضافة الى صور المفكرين والأدباء والشعراء وهم في القدس أمثال أحمد شوقي، وطه حسين، والعقاد والمازني، ومحمد كرد علي وعجاج نوهيض وإبراهيم طوقان، وكذلك الفنانين أمثال أم كلثوم وعبد الوهاب وفيروز وهي تغني زهرة المدائن، وأسمهان وليلى مراد وتحية كاريوكا ومريم فخر الدين وفريد شوقي وفريد الأطرش.

وتحدث المؤرخ محمد هاشم غوشة عن ابعاد محاضرته قائلاً لـ"البيان": "الفكرة أولاً عبارة عن عرض مصور للتاريخ المعاصر للقدس، يكشف حجم المأساة التي عاشتها هذه المدينة خلال المئة عام الأخيرة. وكيف انتقلت المدينة من حاضرة للعالم العربي والاسلامي لتمسي في غفلة من الزمن مدينة معذبة.

وخاتمة المحاضرة هي المفاجأة التي أسلط فيها الضوء على ما قمت به من توثيق فوتوغرافي ومعماري وأرشيفي للقدس حتى تبقى القدس في الضمير عندما كانت منارة يُستضاء بها كل من يطلب العلم والدراسة والتعبّد".

كنوز فلسطين

 

قال الباحث والمؤرخ محمد هاشم غوشة إنه يستعد الآن لإصدار كتاب (كنوز فلسطين) الذي سيكشف حين صدوره في 2014 لأول مرة عن أهم القطع الأثرية والتاريخية التي عثر عليها في المدن الفلسطينية خلال المئة سنة الماضية. حيث احتفظت السلطات الاسرائيلية بآلاف القطع الأثرية والتاريخية التي استخرجت من باطن الأرض في فلسطين داخل متاحف وأرشيفات ومخازن عديدة.

Email