يحدوه الأمل في ألبومه «امسح دموعك»

أحمد المنصوري يرفض الإنشاد الجاهز

ت + ت - الحجم الطبيعي

المنشد الإماراتي أحمد المنصوري يمتلك صوتاً جميلاً باعثاً على الأمل في النفس، لا يختار كلماته وألحانه اعتباطاً، وإنما يتروى فيها كثيراً، ويحاول الابتعاد قدر الإمكان عن الألحان التي لا تتناسب معه .. يحاول أن يقدم لكل من يستمع اليه رسالة ملأى بالحب، كما في ألبومه الأخير "امسح دموعك" الذي قدم نسختين منه، واحدة إيقاعية والأخرى من دون، ليتوافقا مع تطلعات جمهوره ومحبيه.

المنصوري الذي يرفض الأناشيد الجاهزة قال في حواره مع "البيان" إن كافة أناشيد ألبومه الجديد هادفة وتقدم رسائل أمل الى الجميع وتحض على عدم اليأس مع الحياة. ويرى أن الكلمة في الأناشيد هي الأساس، وليس الايقاع، الذي اعتبره عاملاً مساعداً، وعزا انتشار فن الانشاد الملحوظ في السنوات العشر الأخيرة الى عودة الانسان إلى فطرته الأساسية، وأكد أن ما تعرض إليه من نقد كان من باب الخوف عليه من الانجرار في طريق أخرى.

 

بحور الحياة

في ألبومه الأخير "امسح دموعك" حاول المنصوري أن يأخذ مستمعيه في رحلة يجوبون فيها بحور الحياة، وفي إطار تقييمه لهذا الألبوم قال المنصوري: "لا شك في أن هذا الألبوم يختلف عن سابقه، لاحتوائه وبشكل واضح على الإيقاع والفواصل الموسيقية، وعملت فيه مع موزعين موسيقيين من إسبانيا ومصر والإمارات، ما أعطى صبغة مختلفة للألبوم، وفيه حاولت أن أقدم رسالة إلى المستمع بأن يتحلى بالأمل والصبر، وينظر إلى جانب الحياة المشرق، ويتأمل في روعتها".

وأردف: "لا أنكر أنني تعرضت في هذا الألبوم للنقد بحكم وجود الموسيقي، والتي لا أرى فيها أية معارضة من الناحية الشرعية بحسب ما بحثت، لأن الفاصل في ذلك هو الكلمة التي تؤثر في النفس كثيراً، وشعرت بأن هذا النقد جاء من باب الخوف علي من الانجرار الى سوق الغناء المبتذل وغير الهادف، علماً بأنه رغم وجود الايقاع حرصت على ان تتناول الأناشيد العديد من الجوانب الاجتماعية والوطنية والدينية الهادفة".

وفي رده على سؤال عن مدى تأثير الموسيقى في الأناشيد من حيث رفع نسبة انتشارها، أجاب: "دخول الموسيقى على الأناشيد ليس أمراً جديداً، فقد استخدمت من قبل في الموشحات الأندلسية، والمديح، واستخدامي للموسيقى في هذا الألبوم كان على اعتبار أنها عامل مساعد يسهم في إنجاح الأنشودة، ولكنها في النهاية لا تغني عن الكلمة التي أعتبرها الأساس في كل شيء"، وأكد أن طريقة توظيف الموسيقى في الأنشودة هي التي تحدد مدى انتشارها، مدللاً بأن عدد مستمعي الموسيقى في المجتمع يفوق بكثير عدد الذين لا يستمعون لها.

حضور واسع

المتتبع لخريطة الانتاج الفني سيجد أن الألبومات الدينية بدأت تأخذ حيزاً ملحوظاً على الساحة، وهذا يدل على انتشارها في منطقة الخليج تحديداً، وحول رؤيته لمستقبل هذا الفن، قال المنصوري: "لا أحد يستطيع أن ينكر حضور وانتشار الأنشودة والمنشدين على الساحة، خاصة في العشر سنوات الأخيرة فقد أصبح لها حضور واسع على القنوات التلفزيونية والإعلام والانترنت، وفي هذا دليل على أن الأناشيد أصبحت مؤثرة بمن يستمع لها، وأعطت للمنشد دوراً كبيراً، لدرجة أنه تحول في بعض الأحيان إلى محاضر، وبتقديري أن انتشار الأناشيد يعود إلى أن الإنسان لا بد وأن يعود يوماً إلى فطرته السليمة التي خلق عليها، وهو ما يمكن أن نلمسه حالياً في المجتمعات العربية".

قد يختلف المنصوري عن غيره من المنشدين بأنه يختار الكلمات التي تتوافق مع اللحن الذي يضعه مسبقاً، وعن ذلك قال: "منذ انطلاقتي الأولى وأنا من يختار الكلمات التي تتوافق مع اللحن الذي أضعه، ولذلك تجدني طوال الوقت على خط واحد مع الشاعر، وأنا ضد أخذ الأناشيد الجاهزة، لأنني في الأساس ملحن، وبالتالي أحس بالأجواء المحيطة بالأغنية من خلال إيقاعها الذي يساعدني على تركيب كلماتها". وواصل: "لا أعتبر ذلك تميزاً بقدر ما أعتبره عاملاً مساعداً، ونادراً ما آخذ ألحان الآخرين إلا إذا كانت متوافقة مع النمط الموسيقي الذي أعتمده".

Email