الاستعجال يفقد «أوتوبان» نكهة الأكشن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يبدو أن المخرج البريطاني ايران كريفي في فيلم أوتوبان (Autobahn)، قد حاد عن خطه الذي اعتمده منذ لحظة جلوسه الأولى على كرسي الإخراج في العام 2008، عندما قدم فيلمه (Shifty)، ليعيد تكرار التجربة في فيلمه (Welcome to the Punch) في 2013.

والذي تشابه في خطوطه العامة مع «أوتوبان»، ليظل كريفي وفيلمه أسيراً لعالم الجريمة والمخدرات، في حين وقع «أوتوبان» ضحية الاستعجال والانتقالات السريعة بين المشاهد الأمر الذي أفقده نكهة «الأكشن» التي كان يمكن أن تحلق في الفيلم عالياً، مع وجود ممثلين بحجم انتوني هوبكنز وبن كينغسلي على قائمة أبطاله.

قبضة العصابة

حكاية فيلم أوتوبان تدور حول شخصية «كايسي» نيكولاس هولت، شاب أميركي ينتقل إلى ألمانيا، بحثاً عن حياة جديدة تخلصه من أعمال الجريمة التي اعتاد ارتكابها في بلده، ولكنه سرعان ما يتورط مع عصابة مخدرات في عملية سرقة.

حيث يتولى قيادة شاحنة محملة بالمخدرات بعد أن يقوم بسرقتها لصالح «غيران» (بن كينغسلي)، بغية الحصول على المال، الذي يحتاجه لعلاج صديقته جوليت (فيليستي جونز) من مرض الفشل الكلوي، إلا أن خطة كايسي تنحرف عن سكتها، بعد اكتشاف أمره، ليقع في قبضة العصابة التي يتزعمها «هاغن كال» (انتوني هوبكنز).

ويستطيع الإفلات منها، لتبدأ عملية مطاردته من قبل أفراد العصابة على إحدى الطرق السريعة بمدينة ميونخ الألمانية، أملاً منه في أن يتمكن من الوصول إلى صديقته قبل أن تصل إليها يد العصابة، لينجح في النهاية بتسليم العصابة إلى الشرطة، وعلاج صديقته بما حصل عليه من نقود كانت مخبأة في إحدى سيارة يستولي عليها خلال عملية المطاردة.

توقع النهاية

«أوتوبان» من الأفلام التي يسهل توقع نهايتها وأحداثها منذ المشهد الأول، فحكايته لا تختلف كثيراً عما قدمه كريفي في فيلمه (ويلكم تو ذا بانش) أو «مرحباً بكم في الفخ» رغم اختلاف مؤلفي السيناريو.

فالخطوط بين العملين ظلت متشابهة كثيراً، ولم تخرج عن طابع المطاردة، طوال الفيلم، الذي يفتتحه كريفي بلقطه مطاردة بين «كايسي» وأفراد العصابة، منهياً إياها بحادث انقلاب سيارة كايسي في مشهد قد يظن الجمهور أن «كايسي» فقد حياته.

وهي طريقة استخدمتها هوليوود كثيراً في أفلامها، لينتقل بعدها المخرج الى الوراء سارداً بعضاً من تفاصيل حياة كايسي وارتباطه مع صديقته جوليت، تمهيداً لدخوله عالم الجريمة مجدداً بعد أن أقلع عنه.

ليظهر لنا أن كريفي قد أسرف كثيراً في سرد تفاصيل حياة كايسي، فبعد أن قدمه في قالب موزع المخدرات في حفلات عامه، عاد ليقدمه في قالب العاشق والساعي إلى سعادة صديقته، والتي لأجلها يترك الجريمة والعمل في مكب للنفايات، قبل أن يعود مجدداً الى العالم السفلي.

أزقة المدينة

اعتماد المخرج على عملية الانتقال السريعة بين المشاهد، أسهم بلا شك في فقدان الفيلم نكهته الحقيقية، حيث لم يشبع كافة مشاهد الأكشن التي قدمها في الفيلم، ليبدو أنه قد استفاد في بعضها من مشاهد سلسلة «ترانسبورتر» المعروفة، خاصة خلال عملية المطاردة داخل أزقة المدينة.

في حين لم يستفد كريفي في فيلمه من وجود ممثلين بحجم انتوني هوبكنز الذي أظهر كاريزمية خاصة في الفيلم بلكنته الانجليزية، وكذلك بن كينغسلي الذي أجاد لعب دور الشرير، ليمنح البطولة بالكامل لنيكولاس هولت، في حين أن أداء هوبكنز وبن كينغسلي كان الأفضل على الدوام.

Email