«كونغ: سكول ايلاند» صراع الجبابرة

بيري لارسون مع كونغ في أحد مشاهد الفيلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد «كونغ» غريباً على الصالات فقد ألفت إطلالته منذ منتصف الثلاثينيات عندما قدمه المخرج ماريان كوبر للمرة الأولى، ومنذ ذاك الحين وهوليوود تعيد في كل مرة استنساخ القصة مع إجراء تعديلات طفيفة في المؤثرات البصرية، كما حدث في نسختي 1976 و2005، والحالية الحاملة لعنوان «كونغ: سكل ايلاند» للمخرج جوردان فوت روبرتس.

والذي ظل رغم خطه المغاير وفياً للقصة الأصلية، على اعتبار أن هذا العمل يؤسس لسلسلة جديدة، تعمل «وارنر بروس» عليها حالياً، بحيث يكون الجزء التالي في 2020 بعنوان «غودزيلا ضد كونغ» (Godzilla vs. Kong).

ورغم مرور 12 عاماً على ظهور «كونغ» في آخر نسخة سينمائية له وهي (King Kong)، إلا أنه لا يزال قوياً، وقادراً على هز جنبات الصالات بصرخاته، بمشاهد مثيرة، تكشف عن صراع الجبابرة الذي يخوضه مع «السحلية العملاقة»، والإنسان على حد سواء، إلا أن الفرق هنا يكمن في أن الإنسان بهذه النسخة هو من يقرر الذهاب إلى «أراضي» كونغ، وليس العكس.

بعثة

قصة الفيلم تدور، خلال فترة السبعينيات في أميركا، حيث تقوم بعثة علمية، يقودها عميل الحكومة الأميركية «بيل راندا» (جون غودمان)، ترافقها فرقة عسكرية يقودها الكولونيل بريستون باكارد (صامويل إل جاكسون) لحمايتها، برحلة شاقة نحو جزيرة نائية تقع في قلب المحيط الهادئ، يدعي رئيس البعثة أنها غير مكتشفه.

وتبدأ التحريات حولها وحول ما تحتويه، ويرافق البعثة المصورة ميسون ويفر (بيري لارسون)، والتي تعتقد أن البعثة مجرد غطاء لعملية عسكرية، إلا أن البعثة تفاجأ بوجود «كونغ» على الجزيرة.

فيما تؤدي مجموعة التفجيرات التي تقوم بها البعثة لإيقاظ الوحوش التي تتخذ من تحت الأرض ملجأ لها، خوفاً من «كونغ» الذي يدمر الطائرات العسكرية الغازية لمناطقه بمشهد لافت، وصولاً حتى المعركة الأخيرة، التي يواجه فيها «كونغ» عدوه الوحش العظيم.

اللافت أن المخرج روبرتس افتتح فيلمه بمشاهد تعود للحرب العالمية الثانية، حيث نشهد سقوط «مارلو» على أرض الجزيرة ومعركته مع أحد الجنود اليابانيين، قبل ظهور كونغ برأسه عليهما، لتتوالى المشاهد وهي عبارة عن نشرات أخبار تحمل بين ثناياها رائحة الحروب، التي تخوضها أميركا منذ الحرب العالمية الثانية، وصولاً حتى حرب فيتنام.

مواجهة

سيناريو الفيلم فعلياً يعتمد على حكاية «كونغ» الأصلية، ولكنه لا يكرر أي مما جاء بالأعمال السابقة، بخلاف شخصية الغوريلا العملاقة، ليدلل ذلك على اخلاص الطاقم الذي أعد السيناريو للقصة الأصلية، مولياً اهتماماً خاصاً لـ«كونغ» على حساب الشخصيات الأخرى، التي لم تعالج بعمق، ومرد ذلك هو اهتمام المخرج ب»كونغ» كونه يشكل الشخصية الفيلم الرئيسة، مع مراعاة أن شخصية «صامويل آل جاكسون» كانت الأكثر عمقاً، كونه يتصدر المواجهة مع «كونغ».

إلا أن هذا المشهد لا يدوم طويلاً، ويجدر الملاحظة أن المخرج لم يمنح شخصية «بيري لارسون» مساحة كافية، لأن تتفاعل مع «كونغ»، مكتفياً بمشهدين بَنت من خلالهما لارسون علاقتها مع «كونغ»، الذي يقوم بإنقاذها في المشاهد النهائية.

185

المتابع للفيلم الذي بلغت كلفة إنتاجه 185 مليون دولار، سيشعر بمدى تأثر المخرج روبرتس بمشاهد أفلام «ابوكاليبس ناو» لفرانسيس فورد كوبولا، و«بلاتون» لاوليفر ستون، وبرغم ذلك، فقد استطاع أن يقدم فيلماً جيداً، مشدوداً من حيث مؤثراته الصوتية والبصرية، والتي خدمت القصة بشكل لافت.

 

Email