نجومه لم يتمكنوا من الصعود به على شباك التذاكر

الملل يشتت مشاهد «جين حصلت على السلاح»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن طبيعة الظروف والمشكلات التي مر بها فيلم «جين حصلت على السلاح» (Jane Got a Gun) للمخرج جافين أو كونر، خلال السنوات الماضية، قد فرضت نفسها على الفيلم الذي جاءت نسخته النهائية منهكة، تعاني من التشتت في رواية القصة، على الرغم من احتواء الفيلم على ثلة جيدة من نجوم هوليوود المشهود لهم، على رأسهم الممثل إيفان ماكغريغور، وزملاؤه جويل ادغرتون، ونواه أيمرش، والممثلة نتالي بورتمان.

حيث يمتلك كل واحد منهم رصيده الجيد في السينما، إلا أن وجودهم جميعاً في مشاهد الفيلم لم يمكنه من الصعود على شباك التذاكر سواء الأميركي أو العالمي. الفيلم ينتمي إلى نوعية «الويسترن» التي يبدو أنها لم تفقد بريقها بعد في هوليوود التي اعتادت سنوياً أن تقدم لنا عملاً واحداً على الأقل، وبالطبع لم يأت هذا الفيلم بعيداً عن طابع قصص أفلام الويسترن، التي نشهد فيها مواجهة مع العصابات أو رعاة البقر.

إثارة الرعب

يحيلنا كاتب «جين حصلت على السلاح» براين دوفيلد بالتعاون مع انتوني تيمباكيس، إلى عام 1864 ليأخذنا ناحية منطقة ميسوري، حيث تثير عصابة «جون بيشوب» (الممثل إيفان ماكغريغور) الرعب في المنطقة، لتقع «جين» (نتالي بورتمان) ضحية لها.

وبحسب الأحداث فجين التي تشكل شخصية الفيلم الرئيسية وتمتلك المساحة الأكبر فيه، شابة مسالمة متزوجة، من «بيل هاموند» (الممثل نواه أيمرش)، الذي يحمل على عاتقه مشاكل الماضي مع العدالة، ويتمرد على عصابة «بيشوب» التي ينتمي إليها، بعد أن يقرر إنقاذ «جين» من أنياب جون بيشوب رئيس العصابة الذي يحاول استغلالها في تجارة البشر، ليهرب هاموند معها نحو مناطق بعيدة، بحثاً عن الاستقرار وتأسيس حياة جديدة.

إلا أنها رغم ذلك لا تشهد الاستقرار نتيجة مطاردة «بيشوب» لهما، ليعود هاموند في أحد الأيام مثخناً بجراحه، ولتبادر جين بطلب المساعدة من صديقها السابق «دان فروست» (جويل ادغرتون) ليتولى الدفاع عنها، ليكتشف خلال ذلك أن «ماري» هي ابنته، والتي تعتقد «جين» أن بيشوت قتلها، وهو ما يحفزها على الانتقام منه، بقتله وسط بيتها، لتكتشف نتيجة لذلك أنها لا تزال على قيد الحياة.

خلفية المخرج جافين اوكونر القادمة من التلفزيون والأفلام القصيرة، يبدو أنها لعبت دوراً في إدخال الفيلم وتحديداً ساعته الأولى في منطقة «البرود»، لدرجة أنك قد تشعر خلال الساعة الأولى بالملل، بانتظار «المواجهة» الحاسمة التي تشهدها في النصف الثاني من الفيلم والتي جاء تنفيذها بطريقة «باردة» تفتقر إلى التشويق والحرفية العالية.

تقطيع السيناريو

حالة الملل التي اعتمرت النصف الأول من الفيلم قد يكون مردها هو طبيعة تقطيع السيناريو والذي أدى إلى عدم ترك المجال للأحداث لأن تجري بسلاسة، فضلاً عن تقديم المخرج جفين أو كونر لشخصيات الفيلم بطريقة مبهمة، ليحاول الاستعاضة عن ذلك بتقديم تعريف واضح عنها عبر استخدامه لتقنية «الفلاش باك».

لذا ففي بداية الفيلم لا يمكن أن تخمن السبب الذي دعا «جين» للاستنجاد بـ «دان فروست»، أو طبيعة العلاقة بينهما، لنكتشف لاحقاً أنه خطيب جين السابق، وأنه كان على خلاف سابق مع بيل ولكنه الآن مستعد للدفاع عن جين بحياته، كما لا تعرف حتى طبيعة الخلاف بين جين وزوجها بيل هاموند مع عصابة «بيشوب» وغيرها، الأمر الذي يكون لدى الجمهور صورة ضبابية عن القصة وشخوصها.

سيناريو الفيلم بحسب التقارير، ظل لفترة طويلة ضمن قائمة هوليوود السوداء، وهي القائمة التي تعدها سنوياً للأفلام التي لا تتمكن من العثور على استوديو لإنتاجها، ولا بد هنا من التذاكر بالدور الذي لعبه السيناريست براين دوفيلد في انقاذ السيناريو وتحويله إلى الشاشة من خلال نجاحه بإقناع نتالي بورتمان بلعب بطولته.

لتأتي قناعتها فيه في إطار بحثها عن عمل يعيدها إلى الأضواء بعد أن كادت تخفت بعد حصولها على اوسكار أفضل ممثلة عن فيلم «البجعة السوداء» (2011)، وفشل فيلمها الكوميدي «بدون شروط» مع الممثل اشتون كوتشر في تحقيق النجاح المأمول.

معلومة

يلعب بطولة الفيلم كل من إيفان ماكغريغور، وزملائه جويل ادغرتون، ونواه أيمرش، والممثلة نتالي بورتمان.

التقييم: 2.5/‏5

Email