أمل العقروبي: «أنشودة العقل» رسالتي للمجتمع
كيف تكتمل الصورة بلا واقع حقيقي تنقله الكاميرا؟ في دهاليز هذا التساؤل غاصت المخرجة أمل العقروبي، فكانت الإجابة واضحة وصريحة من خلال فيلمها "أنشودة العقل"، الذي نقلت عبره قصة الشاب الإماراتي محمد 19 سنة، والطفل خليفة 6 سنوات، المُصابين بالتوحّد، فانطلقت معهما في رحلة لم تعرف عواقبها مسبقاً، وخاضت التحدي، في محاولة منها لتفتح أعين المجتمع على طرق مختلفة في العلاج، وعكست بجرأة الإحراج الاجتماعي الذي يرافق أطفال التوحد في الوطن العربي، والمشاكل التي تواجهها عائلاتهم. من خلال هذا الفيلم تشارك أمل العقروبي في مسابقة "المهر الإماراتي" في مهرجان دبي السينمائي.
"البيان" تواصلت مع مخرجة العمل، وكان الحوار التالي:
مشاركة وجدانية
ما الهدف من "أنشودة العقل"؟
أخرجت في فيلمي هذا محمد وخليفة إلى النور من خلال كاميرتي، ونقلت واقع المصابين بالتوحد بلا مبالغات إلى العالم، ليشاركهم الناس همومهم ومشاعرهم، ويطلعوا على ما يعيشونه، وبهذا خلقت مشاركة وجدانية بينهم وبين العالم.
كيف بدأت فكرة الفيلم؟
البداية كانت مع أم خليفة التي تواصلت معي وهي تمر بحالة نفسية سيئة، وعبرت لي عن رغبتها في أن أقدم فيلماً يعرض واقعها الذي تعيش فيه مع ابنها الذي يعاني التوحد، رغبة في أن يشاركها الناس همومها، وبدأت معها المشوار.
ما الذي تعرضينه في "أنشودة العقل"؟
انطلقت مع خليفة ومحمد في رحلة علاجية تعتمد على الموسيقى مدتها ستة أشهر، وطرحت نموذج تالا وابنتها سارة الفتاة ذات التصرفات العدوانية منذ طفولتها، وكيفية تأثير الموسيقى عليها، وفي الفيلم أرصد حالتي محمد وخليفة وأنقلها للجمهور، ليرى ما إذا طرأ تحسن على حالتيهما أم لا، وبهذا نفتح أعين المراكز على وجود طرق مختلفة للعلاج، ولكن التباطؤ في استخدامها هو العائق الذي يقف أمام تفعيلها.
صعوبات
من خلال معايشتك لواقع محمد وخليفة، ما أكثر الصعوبات التي يعيشها أهالي المصابين بالتوحد؟
صعوبات كثيرة، أهمها الصعوبات المالية التي يعانيها الأهالي ما بين تعليم وتأهيل وأدوية علاجية، بالإضافة إلى ما إذا كانت مراكز التوحد مؤهلة للتعامل مع المصابين بالتوحد أم لا.
كيف ينتهي الفيلم؟
رغم المعاناة التي ينقلها، إلا أن الفيلم متفجر بالأمل، ويعكسه بكل وضوح في نهايته، وأنا على يقين بأنه سيجد تجاوباً كبيراً من قِبل الأهالي الذين لم يعترفوا سابقاً بالتوحد، والأهالي الذين ظلموا أبناءهم بسبب الخوف من نظرات المجتمع، وفيلمي هذا رسالة لا بد أن تصل للجميع.
العلاج بالموسيقى
مدة فيلم «أنشودة العقل» 61 دقيقة، وتم تصويره خلال 3- 4 أشهر، ولكن العمل عليه استغرق سنة وعدة أشهر، ومن خلاله تابعت المخرجة مدى تأثير الموسيقى على محمد وخليفة، من خلال نقل انفعالاتهما من أسبوع لآخر، وذلك بالتعاون مع المتخصصة بعلاج التوحد بالموسيقى ماريون تننت.
