برامج

برامج المرأة على الفضائيات العربية. سوالف نواعم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتنوع باقة البرامج التي تستهدف المرأة على شاشات الفضائيات العربية،فمنها ما يرُكز على الموضة والجمال باعتبارهما أحد أبرز اهتمامات المرأة العربية.

ومنها ما يركز على واقع المرأة العربية وتسليط الضوء على رسالتها ورؤيتها من خلال التفنن التام في الإعداد والتقديم بطريقة يغلب عليها إبداء الرأي الخاص جدا والتطرق الى موضوعات وأفكار ابتكارية يدعمها ضيوف لهم وزنهم يرفدون البرنامج بمعلومات ثرية.هذه الخطوة من بعض الفضائيات فيها إعلان الحرب ضد استنساخ البرامج بافكارها، وهذا ما أصاب المشاهِدة العربية بالصدمة من جرأة تلك الموضوعات والأفكار التي تعكس أفق »النواعم« وقدرتهن على تسطيح امور مهمة بالتحدث عنها بشكل غير واع لأبعادها. »الحواس الخمس« ناقش أبعاد هذه البرامج مع مجموعة من الإعلاميات، وكانت المحصلة التالية®.

تسطيح لفكر المرأة

تقول شادية نايف جمعة مذيعة في إذاعة العربية: للأسف الشديد فإن أغلب برامج المرأة على الفضائيات فيها تسطيح لعقلها وفكرها، لأنها بلا شك تنسج هشاشة تعوق فرص تقديم برامج ذات فعالية أكبر بدلا من تخصيص وقت ضمن برامج لا هَمَ لها سوى جلسات نميمة والتطرق الى طرح ومناقشة موضوعات شائكة.

والأدهى والأمر أن أغلب برامج المرأة على الفضائيات العربية تغيّب ملامح هوية وخصوصية المرأة العربية، والاتكاء على سلوكيات ومفاهيم ومعتقدات غريبة عن مناخنا وثقافتنا بحجة التطور والحداثة، حيث يكون البرنامج عبارة عن نسخ معربة من برامج أميركية وأوروبية لكن بأشكال مشوهة.

وتتمنى شادية جمعة أن تركز الفضائيات أثناء إعدادها وتقديمها لبرامج المرأة على نقطة مهمة وهي أنها تخاطب شريحة كبيرة من النساء،لأن غالباً ما تقدم هذه البرامج رسائلها إلى شريحة محددة من النساء وهن فئة المتعلمات، لأن هناك طبقات أخرى غير هذه الفئة.ومن جانب آخر ترى شادية بأنه لو أقدمَ الرجل الإعلامي على تقديم برنامج خاص عن المرأة ستكون حتما تجربة جميلة وكسر للقاعدة.

فوضى ووجع دماغ

وبتفاعل تام مع هذا الموضوع تقول فاطمة الصقور مذيعة ميدانية في قناة سما دبي: أعتبر أغلب البرامج المخصصة للمرأة على فضائياتنا العربية هي الصوت السليط للمرأة، بمعنى أنها تنعق وتُزمجر بالمناداة وبطريقة همجية على أن المرأة تعاني من مشكلات لا حصر لها، وكل هذا فيه مغالطة يجب اتخاذ موقف ضده، لأنها لا تنقل واقع المرأة العربية ورؤيتها ورسالتها بطريقة صحيحة غير مُزيفة.

مؤكدة غياب صورة المرأة العربية (الأم والأخت والزوجة والمضطهدة)، وغياب طرح همومها، وقضاياها الحقيقية عن ساحة معظم الفضائيات العربية، فنحن بحاجة فعلا إلى برامج تدير دفة الحوار بطريقة علمية جادة والبعد كل البعد عن طرح موضوعات ملغومة بهدف الإثارة ليس إلا!

وتشير الصقور إلى أن أغلب برامج المرأة لم ترتق مُطلقا إلى الذوق العام ويجب أن تتخلص تلك البرامج بما يعتريها من حالة من الفوضى والاضطراب ووجع الدماغ بوضع خطة إعلامية تدرس واقع المرأة العربية وما تحتاجه من الشاشات الفضية.

منها الجيد

وتوضح مريم المر بن حريز مديرة قسم المجتمع في مؤسسة دبي للإعلام أن هناك برامج تبث عبر بعض الفضائيات وهي ذات مستوى جيد في إعدادها وتقديمها، وفي المقابل فإن هناك برامج أُخرى تفتقد الطريقة أو الاستراتيجية الصحيحة للتركيز على رؤية ورسالة المرأة العربية لتكون النموذج الراقي.

وتضيف: وقد يكون هناك نوع من الهجوم على البرامج الخاصة بالجمال والأزياء وهنا يجب التوضيح بأن هذه النوعية من البرامج نحن بحاجة إليها ولكن أن يكون التركيز عليها هو هاجس إدارات الفضائيات، بحيث تطغى برامج الجمال على الاحتياجات الأساسية للمرأة، كتقديم برامج حوارية واجتماعية ترقى بفكرها وتعاملها مع ذاتها وأسرتها ومجتمعها.

ومن جانب آخر لا ترى بن حريز أن البرامج الصباحية تقتصر على النساء فقط، لأنها تخاطب في الأصل شرائح مختلفة بما تقدمه من فقرات وتغطيات لأحداث وفعاليات واستضافات متنوعة®.

كما تعارض بن حريز أن يقوم رجل إعلامي بتقديم برنامج خاص عن المرأة، فعلى حد قولها المرأة الإعلامية هي الأقرب من بنات جنسها وهي الأدرى بكيفية مناقشتها لقضاياهن والتطرق للموضوعات الخاصة بهن على طاولة حوار تدُر بالمفيد.

وتوافق بن حريز أيضا على أن هناك برامج على بعض الفضائيات تؤثرُ على نمط تفكير المرأة وتدفعها على العيش بإيجابية أكثر، بحيث تؤثر أيضا في طريقة صياغتها لقراراتها خاصة بما يتعلق بأسرتها ولكن بمناحٍ مشرقة.

تقتل الروتين

إيفان الزبيدي لها بصمتها إعلاميا، وتشارك هنا بطرح رأيها قائلة: هناك برامج تُعرض على فضائيات محلية استطاعت التفرد في طرح المضمون من خلال تناول قضايا وعرضها من أكثر من زاوية، والذي ساهم في دعم المضمون هو تعدد الفقرات التي يحتضنها البرنامج®.

ليبقى الهدف أولا وأخيرا هو جذب المرأة المشاهدة ورفدها بالمعلومات القيمة من خلال استضافة أشخاص لهم ثقلهم، مؤكدة أن المرأة العربية تحتاج فعلا إلى برامج مُنوعة تقتل صفة الجمود والروتين،بطرح موضوعات وأفكار بطريقة ابتكارية. أضف إلى ذلك برامج ترتقي بالمرأة بمستواها الفكري والثقافي والعلمي بمعنى ألا تضع كل اهتمامها في الموضة والماكياج والشعر.

دبي ـ جميلة إسماعيل

Email