على "إي 350 القطرية" مباشرة من الدوحة إلى أقدم مدينة أمريكية

بوسطن.. الوجهة تبدأ قبل الهبوط بكثير!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الرسالة التسويقية التقليدية للوجهات السياحية الجذابة، دأبت العادة أن يتم ذكر شركة الطيران، في سياق الوسيلة التي بوسعها أن تنقلك إلى وجهتك المبتغاة، حيث يبدأ.. التشويق.

وعلى مدى عقود، كانت الميزات التفاضلية لشركات الطيران، تقتصر على: نوع الرحلة، إن كانت مباشرة أو ترانزيت، وفئة درجة المقعد والامتيازات المقدمة مع كل فئة، إضافةً إلى سهولة التنقل في المطار الذي تحط على مدرجه شركة الطيران المعنية. لم تتغير تلك المعايير إلى اليوم، ولعلها أصبحت أكثر رسوخاً، الا أنها لم تعد وحدها تشكل تلك الميزة التفاضلية.

https://media.albayan.ae/inline-images/2611955.jpg

سمات أخرى مثل: نوع الطائرة، الخيارات التي يتيحها النظام الترفيهي والتي تكتسب أهمية أكبر حين يتجاوز زمن رحلة الطيران الساعات الأربعة، مروراً بنوعية الطعام الذي يقدم ومدى توفر عنصر المكونات الراقية فيه، وأيضاً درجة المهارات التي يتمتع بها طاقم العاملين على الطائرة من لغات وذكاء اجتماعي وطبعاً الابتسامات الساحرة التي جلعت شركات طيران تحلق وأخرى تنهار في عتمة الفشل، من دون أن ننسى أجواء صالات الاستراحة في المطارات والتي بدأت تشبه في كثير من المدن فنادق النجوم الخمسة، وليست مجرد تلك الردهات المعتمة ذات الأسقف والمقاعد الرمادية التي "أكل عليها الزمان وشرب".

مع هذه التغيرات، لم تعد عبارة "الخطوط الجوية الفلانية تنقلك إلى الوجهة الفلانية" هي الأكثر دقةً وتعبيراً عن واقع الحال، بل "سياحتك الهانئة تبدأ مع الخطوط الجوية قبل أن تطأ قدماك أرض الوجهة المقصودة".

نقوش فريدة
هذه نوعية من الأفكار، قد تطرأ في بالك، في المرة المقبلة التي تسترخي فيها، ببيجامة قطنية منحتها لك المضيفة، على مقعد وثير يتحول إلى فراش مريح بكبسة زر، على متن طائرة "إيرباص 350"، التي تتفرد بتسييرها من الدوحة، "الخطوط الجوية القطرية"، في رحلات مباشرة إلى وجهات متعددة، من بينها مدينة بوسطن الأميركية.

https://media.albayan.ae/inline-images/2611954.jpg

"بوسعك أن تشعر ببوسطن قبل أن تراها، التجربة تبدأ هنا"، تقول المضيفة، بينما تحرص على مدك بقائمة الطعام التي نقشت حروفها كأنها "كودات" قرب بعض أسماء الاطباق الواردة عليها. إنها الحروف الأولى من أسماء طهاة مشاهير أشرفوا بشكل شخصي وحصري على توفير أطباقهم على تلك اللائحة، من بينهم الطاهي العالمي "نوبو" الذي يمتلئ المرء بجرعة من البهجة والصحة لمجرد تذوق حساء السمك والبحريات الشهير الذي ابتكره.

ولكن، كيف توفر "اي 350" هذا الإحساس؟ وما معنى أن تشعر بالمدينة التي تعتبر من أكثر مدن الولايات المتحدة الأميركية شهرةً ومكانةً وسمعةً في مجالات الترفيه والعلم والابتكار والفنون.. من دون أن ننسى التاريخ، إذ أن ولادة الولايات المتحدة، تمت في هذه المدينة، بعد "جراحة قيصرية" بسيطة تمثلت بحركة الاستقلال من نير الانتداب البريطاني.. ما معنى أن تشعر بهذه المدينة وأنت لا تزال على الطائرة!؟ بوسعك أن تحصي، في واقع الأمر، عدة أسباب، يجعل افتراض المضيفة قابلا للتصديق:

الرحابة
في عالم يضيق بنا أكثر وأكثر، حيث تغدو بيوتنا ومكاتبنا وأدوات الفرح في حياتنا أضيق، لا شيء يحتاجه المرء أكثر من إحساس الرحابة. أن تغرق في فضاء من الاتساع لا يخنقه ضيق ولا تجوب فيه منغصات. مقصورة الدرجة الأولى من "اي 350" تمنحك هذا الإحساس، الشبيه تماما بالإحساس الذي يمنحك إياه التجول في شوارع بوسطن. صممت المقصورة بطريقة بيضاوية، بأربعة خطوط عامودية للمقاعد، يجاورها في الخلف ردهة تسمى "الردهة الاجتماعية" حيث بوسعك أن تتجاذب الحكايات مع أقرانك المسافرين، لتمضية وقت يتجاوز الأربعة عشر ساعة.

https://media.albayan.ae/inline-images/2611949.jpg

هل هذا كثير؟ إنه بحسابات اليوم ليس أمراً ثقيلاً، طالما هو يعادل مشاهدة أربعة أفلام بعروضاتها الأولى، والنوم على مرتبة حريرية الملمس، وأكل أربع وجبات رئيسية وثانوية، وتصفح الجرائد والمجلات، وقبل ذلك كله التمتع بالرحابة.

شعور يرافقك إلى "نيو إنجلاند أكواريوم"، أحد أكبر أحواض الأسماك والكائنات البحرية في الولايات المتحدة: كل شيء هنا ضخم وكبير، من دون أن يفقد دفئه. كثير ومتحرك باستمرار من دون أن يلغي انطباع الجمال الساكن. هذه سلحفاة نادرة عمرها خمس وتسعون عاماً، تحرك زعانف الزمن بسكينة من عاش كثيراً وسبح كثيراً، وهذه فراخ البطريق يحاول عمال الحوض إقناعها بالابتعاد عنهم، بينما هم منهمكون بتنظيف نتوءات صخرية في الحوض، فيتحول هذا التجاذب إلى مشهد كاريكاتوري يبعث على الضحك. وتلك أسماك قرش صغيرة يسمح للأطفال بأن يمسحوا على ظهورها فيما تدور في فلكها كأنها أقراص مبرمجة. وهذه فقمة مدربة على أن تقفز وتغني وتقبلك على أنفك بشاربين طويلين.

https://media.albayan.ae/inline-images/2611953.jpg

الحوض الذي يقدم أيضاً تجربة السباحة مع الحيتان ومشاهدتها بشكل حي، يستقطب أكثر من مليون ونصف المليون زائر سنوياً، ويدعوك لأن تستسلم إلى سحر البحر والشواطئ. سحر قد يكون بوسعك أن تشم عبقه في قارورة عطر "أرماني" التي تمنح لك على مقعد طائرة "القطرية". تشم العطر، تغمض عينيك، وتتذكر كم أن كل شيء في بوسطن كبيراً ورحباً.

الضيافة

https://media.albayan.ae/inline-images/2611948.jpg
جرّب أن تذهب إلى بوسطن، متبعاً حمية غذائية، لكي تكتشف طعم الفشل كيف يكون. "إنها جنة المطاعم والخيارات في ماساشوسيت"، يقول ديفيد أونيل، الذي يعمل في "بوسطن يو أس ايه"، وهي وكالة شبه خاصة تروج المدينة في الداخل والخارج. أنقر، إذاً، على الرابط هنا لكي تكتشف قائمة "البيان" استناداً إلى زيارات واقعية، لمطاعم تم اختبارها بشكل حي وتقييمها لتسهيل الأمور عليك.

الديجتال
أصبع سبابتك متأهب للمس؟ لقد أصبح الأمر اعتياداً في زمن الهواتف والشاشات الذكية. فقط "المس" لكي يتم التشغيل. اترك بصمتك على السطح لكي تنفتح أمامك خزائن المعرفة والترفيه. ومع نظام الترفيه الذي توفره "القطرية" بوسعك أن تتفقد أكثر من 3 آلاف خزانة- قناة، تحتوي على ملايين الصور المتحركة والتسجيلات من أفلام ومسلسلات وأغان وألعاب فيديو وشاشات إخبارية.

https://media.albayan.ae/inline-images/2611947.jpg

هل أدمنت على الأمر وليس بإمكانك التوقف، لا مشكلة، فبوسطن، رغم أنها أعتق مدن الولايات المتحدة، إلا أن التكنولوجيا التفاعلية منتشرة في كل مرافقها. تأكد من أنك متصل بالأنترنت، فعبر وصلة "كيو آر كود"، بوسعك أن تحصل على مزيد من المعلومات عن كل شيء تراه في جولاتك داخل "نيو إنجلاند أكواريوم" أو "متحف الفنون الراقية" أو "حديقة الفراشات في المتحف العلمي" أو "متحف الأطفال". حتى الفنادق، مثل فندق "إنفوي"، توفر هذه الحلول.

في ردهة الفندق، تظن للوهلة الأولى أن الطاولة التي تحتل وسط الردهة الرئيسية هي طاولة بلياردو تقليدية، ولكنها ليست سوى شاشة ضخمة مسطحة على شكل طاولة بلياردو، ما عليك إلا أن تنقل طرف سبابتك على سطحها لكي تتدحرج ما يحلو لك من معلومات: الأخبار، الصحف، نشاطات بوسطن، وجبات الطعام في الفندق...

https://media.albayan.ae/inline-images/2611946.jpg

أيضاً عملية البحث عن الكتب والوثائق تبدو أسهل في "مكتبة بوسطن العامة" التي تحتوي على 23 مليون وثيقة. الجزء الأكبر من هذه الكنوز مخزنة بطريقة رقمية يسهل الوصول إليها من خلال التطبيقات الخاصة. في "مرصد مدينة بوسطن"، بوسعك أيضاً أن تتفاعل بشكل ذكي مع الكثير من الشاشات التي تعرفك إلى تاريخ اللاجئين إلى المدينة، وإلى مشاهير بوسطن وإنجازاتهم، وأيضاً "كيف تصبح مواطناً أميركياً؟".

https://media.albayan.ae/inline-images/2611945.jpg

الأناقة
هل تذكرت تلك المرة التي سحبت فيها من العلبة الصغيرة المهداة إليك في الطائرة قناع العينين الذي يساعد على الاسترخاء، وما إن وضعته على حدقتيك حتى سالت الدموع منها؟ ليس بالتأكيد لفرط التأثر من "الاسترخاء" وإنما لأن رائحة البتروكيماويات تفوح من هذا القناع الذي تستغرب كيف تضعه شركات طيران عريقة كهدية لرواد مقاعد الفئات الأولى ورجال الأعمال؟ قد يبدو الأمر ملاحظة تفصيلية، لكن في جوهره فكرة كبيرة: الأناقة الفاخرة يجب أن تكون صحية. "هذه ملاحظة في مكانها، حرصنا في الـ(غيفت كيت) التي نقدمها لعملائنا على اختيار أفضل الخامات المضادة للحساسية وصديقة البيئة"، تقول المضيفة، بينما تتأهب بسحب قناع النوم من العلبة التي تحمل اسم مصمم الأزياء الإيطالي الشهير جورجيو أرماني، فيفوح عطره قبل أن تقرأ اسمه.

https://media.albayan.ae/inline-images/2611944.jpg

"أرماني" هي العلامة الفاخرة الأولى التي سيدونها دماغك، لكن رحلة الدوحة - بوسطن تضم الكثير غيرها من علامات الموضة. وسواء كان مقصدك ماركات الصف الأول، أو المتوسطة، بأسعار مخفضة، فإن مركز حي "باك بي" الشهير Back bay ذي التخفيضات (أوتليت) هو عنوان مفضل لكثير من الأميركيين الذين يقصدونه من مختلف أنحاء البلاد، إضافةً إلى السواح. طالع خريطتك جيداً قبل زيارة هذا المكان، الذي يضم مئات المحلات، توفيراً للوقت والمجهود، علماً أن خدمة الحافلات متوفرة منه وإلى وسط المدينة وبالعكس باستمرار، وبوسعك أن تمضي يوماً كاملاً هناك لكي تحصل على أفضل الصفقات.

الجدير ذكره أن بوسطن ليست الوجهة الوحيدة في الولايات المتحدة الأميركية التي تطير إليها "الخطوط الجوية القطرية"، فمنذ بداية العام شملت الخطة أيضاً لوس أنجلوس وأتلانتا.
 

Email