ينشر تجربته من العزبة الشخصية إلى دول الخليج

حمدان المرر .. دينمو الطاقة الشمسية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما قرر المواطن حمدان المرر تزويد استراحة العائلة التي تضم الماشية في البر «العزبة» بالطاقة الشمسية، توجه إلى أحد الأسواق المشهورة ببيع الأدوات الكهربائية لشراء مزود نظام الطاقة الشمسية واستخدامه عوضاً عن استهلاك الكهرباء، لكن الفرحة لم تدم طويلاً، فسرعان ما أصدر منظم الطاقة بعد أيام قليلة من شرائه تماساً نتج عنه تلف الأجهزة الكهربائية جميعها، فاجتهد في معرفة الخلل، ليكتشف لاحقاً أن المشكلة تكمن في انخفاض جودة الأدوات المستخدمة.

أفضل الشركات

من وحي هذه التجربة، بحث المرر عن أفضل الشركات تصنيعاً لمزود الطاقة الشمسية، وتعلم ذاتياً عبر الإنترنت أهم خطوات تركيب نظام الطاقة المتجددة، ثم نجح في استيراد أفضل منظمات التشغيل من دول مختلفة، فاستهل أول تجاربه في عزبته التي تضم مجموعة من المواشي والحيوانات، وحقق نجاحاً أثار إعجاب الجيران والأصدقاء من حوله، ما جعلهم يتوجهون إليه طلباً لتطبيق الفكرة على الاستراحات المجاورة، حتى أصبح مؤخراً يزود «العزب» بصورة يومية بأنظمة الطاقة المتجددة.

هكذا استطاع حمدان المرر منذ نحو خمس سنوات، تطبيق نظام الطاقة الشمسية في «العزبة» باجتهاد شخصي دون مساعدة أحد، لينجح لاحقاً في تطوير أفكاره بمضاعفة إنتاج الطاقة الشمسية عبر المنظم، إذ تمكن منذ أشهر قليلة من تدشين مشروعه التجاري لتزويد الناس بالطاقة الشمسية وجميع مستلزماتها والثلاجات والغطاسات والإنارة للقوارب البحرية، مع ضمان لجميع القطع المتوفرة شاملةً الصيانة تحت إشراف وعمل كادر إماراتي، كذلك يتلقى طلبات من خارج الدولة، ويسافر حيناً إلى السعودية وقطر وبعض الدول المجاورة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية لزبائنه.

أربعة آلاف

بمبلغ لا يتجاوز أربعة آلاف درهم، يمكن حسب ما أوضح المرر، تزويد المكان بالطاقة الشمسية اللازمة لتشغيل الأنوار وجهاز التلفزيون والثلاجة لفترة طويلة تمتد إلى 24 ساعة في اليوم، مع ضمان التركيب لفترة تمتد إلى 40 عاماً، في حين كان يواجه شخصياً منذ سنوات مشكلة في إيجاد الشخص المناسب لتركيب النظام، نظراً لندرة توفر الأشخاص أو الشركات القادرة على تركيب نظام الطاقة الشمسية.

تتلخص آلية عمل الطاقة الشمسية بشراء لوحة لاستقبال الطاقة الشمسية وجهازي التنظيم والتوزيع للطاقة، إضافة إلى بطاريات مختلفة الحجم، وتستقبل الألواح الطاقة من أشعة الشمس نهاراً، كما تستمر في تخزين الطاقة الشمسية ليلاً نتيجة موقع الخليج الفلكي والجغرافي عموماً والإمارات على وجه الخصوص، إذ تستمر الألواح في استقبال الطاقة الشمسية في ساعات الليل أيضاً، على خلاف الدول في قارة أفريقيا وأوروبا وغيرها التي يسودها الظلام الدامس ليلاً مما يمنع عملية استقبال الطاقة.

صيانة سهلة

نظام الطاقة الشمسية لا يحتاج إلى صيانة مكلفة، إنما يتطلب من المستخدم تنظيف اللوح الشمسي من الغبار اسبوعياً، وحفظ البطارية والمنظم في مكان آمن ومغلق بعيداً عن مياه الأمطار والرطوبة، كذلك حري بالمستخدم شراء أجهزة كهربائية تعمل بخاصية تتناسب مع نظام الطاقة الشمسية بصفتها لا تحتاج إلى استهلاك الكثير من الطاقة.

تتفاوت أسعار البطاريات باختلاف أحجامها، إذ تتراوح قوتها من 50 إمبير إلى 200 إمبير، وكلما أراد المستهلك إنتاج طاقة أكبر، يتعين عليه تزويد النظام بعدد أكبر من البطاريات، فضلاً عن الألواح تبلغ قيمة اللوح الواحد نحو 1000 درهم. كذلك يحتاج الفرد إلى منظم للطاقة يتمتع بقوة تتراوح من 30 إلى 60 فولت، لذلك فإن تركيب نظام الطاقة الشمسية يحتاج إلى مهارة في اختيار درجات القوة المناسبة للطاقة المطلوبة لتشغيل الأدوات الكهربائية والأجهزة.

توجه القيادة نحو الطاقة المتجددة والاستدامة يعد الدافع الأقوى لحمدان المرر على حسب تعبيره في شحذ همم المواطنين نحو خلق أفكار للطاقة المستدامة وابتكار المشاريع التي تصب في هذا الاتجاه، ولعل مروره الدائم والمستمر بالقرب من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الذي لا يبعد كثيراً عن بيته، حرك في داخله الرغبة نحو التوسع في الأفكار المتعلقة بالطاقة المستدامة، ساعياً لتكون جميع الاستراحات العائلية والعزب في المنطقة تعمل بنظام الطاقة الشمسية حفاظاً على الطاقة الكهربائية وضمان إمدادها للأجيال القادمة.

نصب واحتيال

 

الكثير من المستهلكين تواجههم مشكلات أبرزها عدم توفر المتخصصين في تركيب نظام الطاقة الشمسية، فضلاً عن انخفاض جودة الأدوات والأجهزة وارتفاع أسعارها، كذلك يفتقر المستهلك إلى التوجيه عند عملية الشراء، وقد تحتاج القضية في اعتقاد حمدان المرر إلى توعية المجتمع والأفراد من استغلال بعض منافذ البيع والوسطاء، ذلك تماماً ما حدث لأحد جيرانه، الذي دفع 45 ألف درهم لتزويد عزبته بنظام يعمل بالطاقة الشمسية لتشغيل غطاس الماء وبعض الأجهزة الأخرى، ثم زاره المرر وتعرف على ما حدث، وأدرك أن جاره تعرض لاحتيال ونصب بتزوير الفاتورة، إذ لا تتجاوز قيمة النظام الشمسي الذي رآه أكثر من 12 ألف درهم.

Email