دستركت 2020 .. آفاق جديدة في التخطيط والتطوير الحضري

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت المدن عبر التاريخ مراكز الحضارة التي قامت عليها الدول ونقاط انطلاق للتطورات العلمية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها البشرية. وانتقل الإنسان في مراحل مبكرة من التاريخ من محاولة ملاحقة نمو المدن وتنظيمها إلى التخطيط المسبق لها مع دلائل تشير إلى وجود تخطيط المدن منذ آلاف السنين في حضارات ما بين النهرين ومصر ووادي السند.

وفي العصر الحديث بات التخطيط والتطوير الحضري مرتكزاً أساسياً في مسيرة تنمية الدول مع النمو الكبير في المراكز الحضرية وأعداد قاطنيها. فاليوم يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن، ويتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 66% في عام 2050. في عام 1950 كان عدد قاطني المدن يقدر بـ 750 مليون شخص، بينما يصل إلى 4 مليارات شخص حالياً. ومع الزيادة السكانية واستمرار ارتفاع أعداد قاطني المدن مقارنة بالريف سيضاف إليهم 2.5 مليار شخص بحلول عام 2050.

وعند التأمل في هذه الأرقام الكبيرة تتضح الأهمية القصوى التي تحظى بها جهود التخطيط والتطوير الحضري وما لها من أثر اقتصادي واجتماعي على الناس والمدن والدول. فالتخطيط والتطوير الحضري يعمل على مواجهة تحديات اليوم والتفكير في تحديات المستقبل والاستجابة للتطورات مع الأخذ بعين الاعتبار ما لا يعد ولا يحصى من العوامل المتداخلة من بنية تحتية واحتياجات السكن والعمل والتنقل والخدمات والمرافق والطاقة والبيئة وغيرها.

وتقدم دولة الإمارات ودبي نموذجاً حياً على قدرة التخطيط والتطوير الحضري على مواكبة النمو السريع والإسهام في عملية التنمية بدل الاستجابة لها فقط. ويعود ذلك إلى جملة من العوامل على رأسها وجود قيادة تمتلك إرادة التطوير والرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى للتنمية المستدامة.

واليوم تنطلق دبي بالتخطيط والتطوير الحضري إلى آفاق جديدة من خلال دستركت 2020، المشروع الحضري الجديد الذي نريد له أن يكون مرجعاً ومثالاً يحتذى لما يمكن أن تكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلاً. تستند رؤية تطوير دستركت 2020 إلى شعار أكسبو 2020 في تواصل العقول وصنع المستقبل وتقدم تصوراً عملياً للحلول الممكنة لتحديات الاستدامة والتنقل والفرص التي تشكل مواضيع الحدث العالمي الذي سينعقد في دبي.

ولتحويل هذه الرؤية إلى واقع وتحقيق الأهداف الموضوعة نجمع بين الدراسة المتعمقة وإشراك أصحاب الشأن والمختصين من أفراد ومؤسسات والاستفادة من قصص النجاح - والفشل - من جميع أنحاء العالم كي نضع خططاً تسمح بتحقيق أهداف النمو الاقتصادي وتؤمن متطلبات العنصر البشري محققة سعادته بشكل فريد وجديد وتحمي البيئة وتحافظ عليها.

نريد أن تكون دستركت 2020 منطلقاً جديداً وعلامة فارقة ترسي معايير متفوقة في مجال التخطيط والتطوير الحضري ويكون لها أثر أبعد من الاقتصادي والاجتماعي ليصل إلى الأثر الفكري والمعرفي وتشكل مرجعاً للتخطيط والتطوير والسياسات العامة السليمة وتكون امتداداً لنموذج دبي المتفرد القائم على أفضل الممارسات العالمية والمعرفة والخبرة المحلية.

 

Email