أنظمة الإدارة المتكاملة 1ــ 2
تقوم العديد من المؤسسات بتطبيق مجموعة معايير نظام الجودة الايزو 9001 الشهيرة والتي أصدرتها المنظمة الدولية للتقييس (الايزو) بالتوافق مع مواصفات أنظمة إدارية أخرى فيما يعرف بأنظمة الإدارة المتكاملة، وتبدو سهولة الدمج بين الأنظمة المختلفة من كونها تتشابه في طريقة تكوين المعايير وطريقة تنفيذها، حيث إن هيكلها البنائي يعتمد على رباعية دائرة التحسين المستمر الشهيرة (خطط- نفذ- دقق - حسّن).
وتتضمن مجموعة الأنظمة الإدارية مواصفات الايزو 9001 الخاصة بنظم الجودة والايزو 14001 الخاصة بنظم إدارة البيئة والايزو 27001 الخاصة بنظام أمن المعلومات والمواصفات الخاصة بنظم الصحة والسلامة المهنية الاوشاز 18001 والاخيرة لم تصدر عن الأيزو (رغم انتشار هذا الخطأ بين كثير من العاملين في المجال) ولذا لا تسمى بالايزو بل هي مواصفة عالمية أصدرتها مجموعة مشروع الاوشاز وهي تجمع لمؤسسات حكومية وخاصة مهتمة بموضوعات الصحة والسلامة المهنية.
ويهدف نظام إدارة الجودة الايزو 9001 إلى تحقيق المتطلبات التي تضمن جودة المنتج أو الخدمة بما يلبي رضا العميل، وتستهدف مواصفات الايزو 14001 ضمان أن عمليات ومنتجات المؤسسة لا تؤدي للإضرار بالبيئة، بل وتعمل على تقليل استهلاك الموارد الطبيعية مثل مصادر الطاقة والمياه، أما نظام الايزو 27001 فيهدف لضمان حماية وأمن المعلومات، بينما يستهدف نظام الاوشاز 18001 ضمان المحافظة على الصحة ومنع الاعتلال المهني للعاملين والمتعاملين مع المؤسسة، وتتفق هذه المواصفات في الطبيعة العامة لها والتي تتيح تطبيق أي من هذه المعايير في أي نوعية من المؤسسات سواء كانت صناعية أو خدمية، حكومية أو خاصة أو خيرية.
يقود تطبيق أحد هذه الانظمة المؤسسة الى تحسين ادائها في اتجاه واحد، بينما نجد أن نظام الإدارة المتكامل يدمج كل أنظمة المؤسسة وعملياتها في هيكل واحد يحقق أهدافها المتعلقة بتقديم منتج أو خدمة تحقق رضاء العميل مع المحافظة على مسؤوليتها الاجتماعية في حماية البيئة والحفاظ على صحة وسلامة البشر وضمان حماية وأمن معلومات وبيانات المؤسسة، من خلال توحيد النظم الإدارية المختلفة في منظومة واحدة تقلل تكلفة إنشاء النظام وتسهل عملية إدارته وتقلص كمية الوثائق والأعباء الورقية وتحسن التواصل بين المؤسسة والمجتمع وتزيد ولاء الموظفين، من هذا المنطلق نجد أن دمج هذه الأنظمة مع الأنظمة المالية والادارية الأخرى للمؤسسة وبنائها على الخطة الاستراتيجية التي تحتوى كل الأهداف، من خلال نظام لإدارة الأداء المؤسسي والفردي يضمن ربط أهداف الموظف بأهداف المؤسسة يحقق التحسين المستمر لكل مجالات العمل.
