«العقار» عند أدنى مستوى في 4 أشهر

الأسهم المحلية تفقد 16.2 ملياراً بضغط الأسواق الناشئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

خسرت الأسواق المحلية 16.2 مليار درهم أمس تحت ضغط من ارتفاع وتيرة مبيعات المحافظ الأجنبية في الأسواق الناشئة. وهوت أسهم الشركات العقارية إلى أدنى مستوياتها منذ 4 أشهر. وفقد المؤشر العام لسوق دبي نحو 100 نقطة دفعة واحدة هابطاً 2.53 % إلى 3827 نقطة، في حين تراجع مؤشر أبوظبي 91 نقطة وبنسبة 1.97 % إلى 4539 نقطة، وانخفض المؤشر العام لسوق الإمارات 2.07 % إلى 4726 نقطة.

عمليات البيع

ورفعت المحافظ الأجنبية من عمليات بيعها في الأسواق الناشئة في ظل الحديث عن قرب رفع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي، وتزامن ذلك مع اكتفاء المحافظ المحلية بالمراقبة دون تدخل رغم انخفاض الأسعار إلى مستويات مغرية للاستثمار.

وتركزت عمليات البيع على قطاعي العقار والبنوك التي هبطت أسعار غالبية أسهمها إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر بقيادة إعمار المنخفض بنسبة 3 % إلى 7.10 دراهم في طريقه للتخلي عن مستوى 7 دراهم في حال تواصل السوق على النهج نفسه، كما خسر سهم ارابتك 4.6 % إلى 2.06 درهم، وداماك 3.4 % إلى 3.41 دراهم، وإعمار مولز 2 % متخلياً عن مستوى 3 دراهم ومغلقاً عند 2.96 درهم. وعلى صعيد السيولة، فقد تم تداول ما يقارب 442 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 790 مليون درهم نفذت من خلال 8379 صفقة.

حدة الخسائر

وقال حسام الحسيني الخبير المالي إن المبيعات المكثفة التي نفذها الأجانب في جميع الأسواق الناشئة ومن ضمنها أسواق المال الإماراتية أسهمت في زيادة حدة الخسائر خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك رغم ضعف سيولة التداولات وعدم وجود شهية للشراء، مشيراً إلى أن كسر المؤشر العام لسوق دبي المالي لمستوى 3920 نقطة كان سبباً في زيادة عمليات البيع وذلك نظراً لكون هذه النقطة تشكل انتهاء مرحلة التحرك العرضي للسوق والدخول في مرحلة صعبة. وأعرب الحسيني عن مخاوفه من أن يسهم التراجع المسجل في حدوث عمليات مارجن كول نظراً لانخفاض الأسعار بنسب كبيرة في الأيام الماضية ما يدفع شركات الوساطة للبيع للعملاء ممن يعملون بموجب التسهيلات المالية.

سوق دبي

وكانت التعاملات في سوق دبي المالي بدأت على تراجع محدود وتواصلت على النهج نفسه في مرحلة جس النبض قبل أن تدخل سيولة شحيحة أسهمت في عودة التحسن بدعم من بعض الأسهم القيادية، لكن اتضح فيما بعد أن عملية التصعيد كانت متعمدة وممهدة لعمليات بيع تدريجي مرة أخرى. ومع نهاية الساعة الثالثة من التعاملات لوحظ ارتفاع وتيرة البيع من قبل المحافظ الأجنبية على وجه الخصوص ما زاد من حدة خسائر السوق الذي تعاظمت خسائره بمجرد كسر مؤشره العام لنقاط دعم مهمة شكلت النقطة الفاصلة في مسيرة تذبذبه العرض، وهو الأمر الذي اعتبر إشارة سلبية شجعت على مزيد من البيع فيما بعد وحتى انتهاء التعاملات.

ورغم شمول التراجع لغالبية الأسهم إلاأن قطاع العقار تكبد الجزء الأكبر من الخسائر ما أسهم في زيادة حدة انخفاض السوق، وهبط سهم إعمار الذي حاول الارتفاع خلال نصف الساعة الأولى ووصل إلى 7.36 دراهم، إلا أن عمليات البيع التي تعرض لها بعد ذلك هوت به مجدداً ما فتح الطريق لبقية الأسهم التي أخذت بفقدان المزيد من قيمتها، وفي مقدمتها أرابتك. كما هبط الاتحاد العقارية إلى 1.04 درهم وبنسبة 2.8 %، ودريك اند سكل إلى 0.685 درهم وديار إلى 0.731 درهم.

قائمة حمراء

وشملت قائمة الأسهم الحمراء أيضاً البنوك بقيادة بنك الإمارات دبي الوطني المنخفض دون مستوى 10 دراهم إلى 9.65 دراهم وبنسبة بلغت 3.5 % وبنك دبي الإسلامي 7.25 دراهم. من جانبه تراجع دبي للاستثمار إلى 2.61 درهم، بالإضافة إلى سهم السوق الخاسر 4.5 % والمغلق عند 1.69 درهم، وانخفض تبريد إلى 1.36 درهم و طيران العربية 1.52 درهم، وخالف سهم الاتصالات المتكاملة الاتجاه مرتفعاً إلى 5.29 دراهم.

وفي الحصيلة النهائية لموجة البيع التي شهدها السوق فقد أغلق المؤشر العام عند مستوى 3827 نقطة فاقداً نحو 100 نقطة وبنسبة 2.53 % مقارنة مع اليوم السابق، ما يعني دخول السوق في مرحلة صعبة للغاية بحسب معطيات التحليل الفني.

وعلى صعيد السيولة فقد بلغت قيمة الصفقات المبرمة 500 مليون درهم تقريباً وعدد الأسهم المتداولة 300 مليون سهم نفذت من خلال 5901 صفقة. واتسعت رقعة اللون الأحمر على شاشة العرض بعدما أغلقت أسهم 29 شركة على خسارة من إجمالي أسهم 33 شركة جرى تداولها أمس، في حين لم ترتفع سوى أسعار أسهم 3 شركات، وثبت سعر سهم شركة واحدة عند مستواه السابق. وسيطرت السلبية أيضاً على حركة التعاملات في بورصة ناسداك دبي وهبط سهم موانئ دبي العالمية إلى مستوى 21.40 دولاراً، وتبعه سهم أوراسكوم إلى 12.13 دولاراً وديبا إلى 45 سنتاً.

سوق أبوظبي

وفي سوق أبوظبي لم يختلف الوضع، فقد شهدت غالبية الأسهم مبيعات وتركزت بدرجة أكبر على العقار والبنوك والطاقة، ما دفع بالمؤشر العام للإغلاق عند مستوى 4539 نقطة فاقداً 91 نقطة وبنسبة 1.97 % مقارنة مع جلسة أول من أمس.

وخسرت أسهم البنوك نقاط دعم قوية وتراجعت إلى أدنى مستوياتها في أكثر من شهرين بقيادة سهم بنك الخليج الأول الهابط إلى 14.15 درهماً، وبنسبة 2.4 %، وتبعه بنك أبوظبي الوطني 9.75 دراهم، كما تراجع بنك أبوظبي التجاري إلى 8.18 دراهم، وبنك رأس الخيمة الوطني 7.10 دراهم ومصرف أبوظبي الإسلامي 4.94 دراهم، وكذلك بنك الاتحاد الوطني 6.12 دراهم، وانخفض سعر سهم مصرف أبوظبي الإسلامي في حقوق الاكتتاب بنسبة وصلت إلى 5 % مغلقاً عند مستوى 1.76 درهم.

وتكبد سهم اشراق أكبر الخسائر في قطاع العقار متراجعاً بنسبة 7% إلى 67 فلساً، في حين انخفض سهم الدار بنسبة 3.7 % إلى 2.34 درهم، ورأس الخيمة العقارية إلى 61 فلساً. أما في قطاع الطاقة فقد تراجع أبوظبي للطاقة إلى 65 فلساً ودانة غاز 54 فلساً. وشملت السلبية أيضاً سهم اتصالات المغلق عند 13.45 درهماً.

وبلغت قيمة التداول في سوق العاصمة 293 مليون درهم وعدد الأسهم المتداولة 143 مليون سهم نفذت من خلال 2499 صفقة. ومن إجمالي أسهم 34 شركة جرى تداولها أمس خسرت أسهم 31 شركة مقابل ارتفاع أسعار أسهم شركة واحدة فقط وثبات أسعار أسهم شركتين.

تداولات الأجانب في سوق دبي

بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب، في سوق دبي المالي أمس 85.700 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم 139.490 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، 87.080 مليون درهم، وقيمة مبيعاتهم نحو 72.280 مليون درهم. أما بالنسبة إلى المستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 40.400 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 67.610 مليون درهم خلال نفس الفترة.

ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب 213.170 مليون درهم لتشكل ما نسبته 42.680% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 279.380 مليون درهم لتشكل ما نسبته 55.930% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 66.210 مليون درهم كمحصلة بيع.

Email