أغانٍ وحكايات

ت + ت - الحجم الطبيعي

فيروز.. ناجت زوجها عاصي الرحباني (سألتك حبيبي)، من كلمات الأخوين رحباني، عبرت فيها فيروز عن حزنها لغيابه، حيث كان طريح الفراش بنزيف المخ، ولكن عندما رحل، عادت وغنتها في إحدى الحفلات، ولم تستطع إكمالها بسبب بكائها.

أما الشاعر حسين السيد، فقد زار والدته في عيد الأم، وقبل وصوله شقتها في الدور السادس، تذكر أنه لم يحضر لها هدية بهذه المناسبة، فجلس خارج شقتها، وكتب أغنيته التي ظلت تذاع مئات المرات بين الحين والآخر، والتي مطلعها:

ست الحبايب يا حبيبة

يا أغلى من روحي ودمي

يا حنينة وكلك طيبة

يا رب يخليكي يا أمي

ودخل عليها وأسمعها الأبيات، ووعدها بأنها ستسمعها قريباً بصوت واحدة من نجوم الغناء، اتصل في الوقت نفسه بالموسيقار محمد عبد الوهاب، وسرعان ما لحنها عبد الوهاب، وغناها أولاً بصوته على العود فقط، وفي اليوم ذاته كانت فايزة أحمد تغنيها في الإذاعة مع أوركسترا وتوزيع موسيقي جديد.

تُرى هل أن الأم خلدت الأغنية، أم الأغنية خلدت الأم...؟

وردة كانت كريمة مع الشعراء الذي كتبوا لها أغانيها.. قال لي الشاعر أحمد بخيت: إن وردة حينما تعجبها أغنية من كلماتي، تطلب من المنتج مضاعفة مكافأتي، وتظل تتابعه إلى أن يحقق طلبها، لذا حينما ماتت كان الشعراء هم الأكثر حزناً. أما صابر الرباعي فكان على علاقة صداقة عميقة مع وردة، وحينما توفيت غنى لها ولرحيلها واحدة من أجمل أغانيه وأكثرها عمقاً ورقة وحزناً.

من لا يبكي وردة وقد أطربتنا طيلة سنوات من العطاء والإبداع، وما زالت، ورغم العديد من المطربات والمطربين الذين قلدوها، إلا أن أحداً منهم أو منهن، لم يقترب من مكانتها وأدائها وفنها الجميل.

Email