الشعر أقوى من الموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أكثر من ستين عاماً، غادر الحياة أهم شاعر كويتي، وهو لا يزال في عقده الرابع، إلا أن الخليج برمته ظل يذكره بإعجاب وفخر. فهو بلا شك واحد من ثلاثة أثروا الحياة الثقافية في الكويت في النصف الأول من القرن الماضي ويبقى تأثير إبداعه إلى اليوم. والثلاثة هم: عبد الله سنان، صقر الشبيب، فهد العسكر. والأخير عانى كثيراً في حياته القصيرة، إذ عاش أواخرها معزولاً ..

ومنبوذاً من أهله ومجتمعه الكويتي. كما سئم الحياة وتبرم من استمرارها، ناقماً على الناس. ولد في بيت دين متزمت، إلا أنه بدأ يقرض الشعر وهو في أوائل العقد الثاني من عمره، حتى شرع يتمرد على ما كان سائداً في الكويت، كما تمرد على قوالب الشعر الجامدة.

فروح العسكر كانت تواقه للحرية والانفتاح إلى عوالم الحياة الجديدة. لذلك لم يستطع أن يظل محبوساً في شرنقة منظومة القيم الجامدة، ويرى من حوله العالم وقد ازدهر وتفتح واتسع المدى أمامه. كان يحب القراءة والإطلاع على الجديد في كل العوالم، درس الشعر العربي القديم إلى جانب الشعر الحديث وتطلعاته وانفتاحه مع نهاية خمسينيات القرن الماضي..

كذلك كان يهتم بالدراسات الأدبية والنقدية، وبمجموع هذه المؤثرات تشكلت شخصية العسكر الإبداعية، وتفجرت فيه كوامن الشعر فانتج شعراً مختلفاً عن الشعراء الذين عاصروه في الكويت وخارجه. ولعل قصيدته لأمه وهو على فراش المرض في أواخر أيامه، دليل على إبداعاته والتي يقول فيها:

كفي الملامَ وعلليني فالشك أودى باليقينِ

وتناهبت كبدي الشجون فمن مجيري مِن شجوني؟

وأمضني الداء العياء فمن مغيثيي؟ من معيني؟

اختلف الباحثون في سنة ولادته، ما بين 1911، 1915، 1916، 1917. ومضى على وفاته 64 عاماً. وظل حياً بيننا.

Email