المكان صنو الإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

قدر لي أن أقضي إجازة العيد في ربوع لبنان تمتعت بجبالها الخضراء وطقسها الربيعي حتى وقت ذروة الحر عند الظهر، عشت أسبوعاً على سفح جبالها المزروعة بأنواع الفاكهة.

حينما كنت أتمعن في هذه الطبيعة وتفاصيلها وهوائها البارد، الذي يجعل من خدود الإنسان جهة التحدي والشعور بالراحة، تذكرت الأعلام في الفن والكتابة، وأدركت أن المكان صنو الإبداع، وهذه القاعدة فسرت لي الأسباب التي وجد على هذه الأرض العديد من العمالقة الكبار في كتاباتهم وفي الموسيقى والغناء، والعجيب أن هذه السلسلة لم تنقطع بمرور الزمن إنما ولدوا أجيالاً من المبدعين كل في تخصصه.

ما زلنا نذكر للبنان سفيرة النجوم فيروز والأخوان رحباني اللذين مع السفيرة غيروا في مسيرة الموسيقى العربية وقدموا لنا ألحاناً منفردة في جمالها وإبداعها، ونذكر في هذا السياق وديع الصافي وحنجرته الذهبية الجبلية، ونصري شمس الدين الذي سحر الناس بأدائه وحضوره المسرحي مع فيروز.

وهنا نذكر أيضاً صباح، ونور الهدى، وعبد السلام النابلسي وبشارة واكيم وأسمهان والموسيقار فريد الأطرش الذي أضاف من روحه المغروسة بالموسيقى الشرقية ألحاناً خالدة لتاريخ الموسيقى، ولا ننسى جبران، وأبي ماضي، وخليل مطران وميخائيل نعيمة وغيرهم.

التعداد لا ينتهي إنما لابد أن هؤلاء العمالقة أثروا بالأجيال التي جاءت من بعدهم وقدموا فناً جميلاً يعتبر واجهة إبداعية لفن الشباب.

ترى هل أن الطقس والطبيعة سبب في خلق مثل هؤلاء العمالقة في بلد صغير في مساحته كبير في عطائه وتأثيره على الأدب والفن العربي.

Email