محفوظ عبدالرحمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

آخر مرة التقيت فيها بصديقي محفوظ عبدالرحمن، كان افتتاح مهرجان المسرح العربي 2013 في الشارقة. كان متعباً نتيجة كبر سنه. كتب روائع عديدة في السينما والمسرح والتلفزيون ظلت هذه الكتابات علامات مضيئة ومتميزة في تاريخ الإبداع المرئي والمسموع. عرفه الناس من خلال المسلسلات الدرامية مثلما وصل صوت شخوصه، عبر الإذاعة، بلا شك. يبقى حياً ما دامت هذه الشخوص حية في ضمير الناس، غير أن هذا الوجود واستمراره في أذهاننا، لم يصاحبه ظهور له على الشاشة الصغيرة، إنما لكون أعماله نافذة ومؤثرة وفاعلة ومتفاعلة.

لم يكتب للسينما كثيراً، إلا ثلاثة أفلام ظلت حية في تاريخ السينما العربية وعلامة إبداعية، وهي: القادسية (إخراج صلاح أبو سيف)، ناصر (56)- إخراج محمد فاضل، حليم- إخراج شريف عرفة.

أما في المسرح، فكان سيد الكتّاب. إذ كتب: ما أجملنا، كوكب الفئران، حفلة على الخازوق (التي أخرجها صقر الرشود مع مسرحيات: "عريس لبنت السلطان" و"بلقيس" و"السلطان"). وتعد تلك الأعمال لآلئ في المسرح العربي. وتستمر تغوي المخرجين العرب للتصدي لها وإخراجها.

في الدراما التلفزيونية، احتل الصدارة، طيلة أكثر من عقدين من الزمن، وكان له حضور متميز وفاعل على الشاشة الصغيرة. ولا أبالغ إن قلت، إنه لم يكن يمر يوم من دون أن يكون محفوظ عبد الرحمن يحتل هذه الشاشة. وبدأ مع "العودة إلى المنفى" عن عبد الله النديم، ثم "سليمان الحلبي". ثم: "عنترة" و"ليلة سقوط غرناطة" و"لحم يحترق". كذلك: "بوابة الحلواني"، الذي يعد نقلة في الدراما التلفزيونية، ثم النقلة الأكبر مع مسلسل" أم كلثوم".

إن محفوظ عبد الرحمن حالة تميز، تعتز بمعايشتها في القرن العشرين.

Email