البارودي ضحية المسرح

ت + ت - الحجم الطبيعي

حسن البارودي، أحد أهم الممثلين على المسرح والسينما، من جيل لم يعد أحد يتذكره. فقد طواه الزمان كغيره، ولعلي هنا أذكركم بواحدة من أهم مسرحياته: "سكة السلامة"، والتي مثل فيها دور حارس القبور، وهو دور غاية في الصعوبة والتعقيد ويحتاج إلى مجهود جسدي وقدرة فنية غير اعتيادية، إلا أن البارودي أداه بأحسن ما يمكن، ولفت إليه أنظار الناس وأقلام النقاد.

شاهده سعد زغلول وأعجب به وقال له إن صوتك يا حسن مؤثر وقوي ومقنع. ثم ضحك معه زغلول. وأضاف، لو عملت محامياً يا حسن لكسبت كل قضاياك.

رآه عزيز عيد عام 1920 وأعجب به وبتمثيله، وعينه في فرقته براتب 16 جنيهاً في الشهر، وكان المبلغ مجزياً حينها. ثم كون لنفسه في عام 1946: "فرقة حسن البارودي". وهاجر بعدها إلى السودان، وعند عودته إلى مصر انضم إلى المسرح القومي، وظل حتى وفاته لم يتعد رابته 60 جنيهاً.

أكثر ما أحزن حسن البارودي قرار المسرح القومي إحالته على المعاش. وقال، إن كلمة الإحالة قاسية وتؤلمني.. يجب ألا يحال الفنان أبداً على المعاش. لعل أهم وسام حصل عليه، حب الناس له ولتمثيله، إلا أن حياته العملية ختمها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بمنحه وسام الرئيس في عيد العلم عام 1963. وكان الوسام الأعلى في مصر يومها.. ولكنه بلا عائد مادي، بينما البارودي بحاجة إلى المال وهو قد تجاوز عمره، آنذاك، الستين عاماً.

حينما حضر تشييع جثمان رفيق عمره، الفنان حسين رياض، وجدوه يبكي. وجفف دموعه قائلاً، إن كل فنان مسرحي ضحية.

ابحثوا عن اسم حسن البارودي وأعماله في المسرح المصري، لأنه خير من أنجب المسرح العربي من ممثلين مبدعين في القرن العشرين.

Email