الابن الوحيد.. جرعات حنان شبه قاتلة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الوالدة المكافحة لقب تستحقه «أم عمر» عن جدارة، وهي التي طلقها زوجها منذ عشر سنوات، بعد أن أنجبت منه 4 بنات وولداً وحيداً هو أصغر الأبناء.

بعد الطلاق اهتمت الوالدة بأبنائها كمظلة حنان وحماية، رغم رحلة المحاكم الطويلة التي خاضتها للحصول على مستحقاتها وحقوق أبنائها، وظل الوالدة تقدّم لآخر العنقود الاهتمام الأكبر، حتى أنها أدخلته مدارس خاصة بالمقارنة مع شقيقاته، وأغدقت عليه بالدلال والرعاية حتى يكون لها سنداً وعوناً من ظروف الحياة الصعبة التي عاشتها، وكبر هذا الابن الذي تعاهدته بالرعاية والحنان.

شب الابن على تلك الحال من الرعاية الاستثنائية ليفاجأها في أحد الأيام بالصراخ في وجهها دون سبب، استغربت في بادئ الأمر من غير وعي لما يحدث لاعتقادها أنه يعاني من حالة نفسية ولكنه لا يستطيع التعبير عنها وبقيت على هذه الحال مدة.

الصدمة كبُرت حينما بدأ يعتدي على شقيقاته بالضرب، تلتها صدمة أخرى بملاحظة اختفاء النقود وبعض من المجوهرات من البيت، فدارت أنظار الشك مباشرة على الخادمة التي كشفت لها هي الأخرى، وبالأدلة بأن ابنها الوحيد هو من يسرقها.. فانهارت الأم بصمت.

مرّت الأيام على أمل أن تكون هذه الحادثة سحابة صيف عابرة، ولكن حالة الابن تسوء، وأصبحت من ضمن عاداته التشاجر والاعتداء، والخروج من المنزل دون عودة، وفي يوم تأخر كثيرا فقلقت عليه واتصلت به، لكن هاتفه مغلق.

توجهت بالاتصال إلى المستشفيات للسؤال عنه، لتبلغها الشرطة بالقبض على ابنها متلبسا بتعاطي المؤثرات العقلية، وهو الآن في إدارة مكافحة المخدرات لحين عرضه على النيابة. انهارت الأم من هول الصدمة ودخلت على إثرها المستشفى.

وخرجت بانتظاره بعد تحويله إلى مركز معالجة الإدمان والتأهيل، ليخرج معافى الجسد إلا أنه عقله مازال يفكر ببراثن الإدمان، وما هي إلا فترة ويعود على حاله حتى انتقل من تعاطي العقاقير المخدرة إلى المخدرات يومياً، لدرجة أنه أجبر والدته لتحضر له المخدرات من رفاقه لإبعاد أعين الشرطة عنه.

ومع تماديه في الإدمان كاد هذا المراهق الذي يبلغ من العمر 16 عاماً أن يلقى حتفه، بعدما أخطأ في حقن وريده بجرعة من الهيروين، إذ أجريت له عملية بتر قدمه بعد إصابته بالغرغرينا، وقد فشل الأطباء في إيجاد عرق له يمكن أن يوضع به المغذي سوى بمنطقة حول الصدر، وعقب العملية وبعد أن أفاق من العملية وجد المغذي بجسده، ففرح بذلك، واتصل بمروج مخدرات فأحضر له جرعة مخدر ليتعاطاها داخل المستشفى، مقدماً حياته ثمناً للمخدر اللعين. لكي ترقد الوالدة المكافحة في المستشفى مرة أخرى بحالة يرثى لها بانتظار حكم المحكمة على ابنها الوحيد.

Email