يحرق البيت لينتحر.. والشرطة تصل في الموعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقف رجل طاعن في السن أمام محكمة جنايات الشارقة مطالباً بإسقاط القضية المرفوعة ضد ابنه البالغ من العمر 26 عاماً متنازلاً عن الدعوى التي رفعها عليه بعد أن أقدم الشاب الغاضب على إضرام النار في المنزل وتكسير محتوياته، ودفع الأب للجوء إلى الشرطة بغرض حماية نفسه وباقي أفراد العائلة، قائلاً لرئيس المحكمة: إن ابنه يعاني من مرض الصرع، كما أنه غير قادر على المشي ويرقد في المستشفى في حالة حرجة جداً.

فصول الحكاية بدأت عندما تلقّت غرفة العمليات اتصالاً من (س. ي) يستنجد من قيام ابنه بتكسير أثاث المنزل وإشعال حريق في ستائر إحدى الغرف وتحصنه داخلها بدعوى أنه يريد إحراق نفسه، حيث لم تفلح جهودهم في إقناعه بالخروج، وبالفعل حضرت دورية وتم كسر نافذة الغرفة، حيث وُجد الشاب جالساً في إحدى الزوايا والنار مشتعلة من حوله وعليه تم توجيه تهمة الشروع في الانتحار وإضرام النار عمداً في منزل ذويه بمنطقة الشهباء.

وقال الأب الذي بدت عليه علامات الحسرة والألم: إن ابنه كان من المتفوقين في المرحلة الثانوية لكنه تعرّف على بعض رفاق السوء الذين سحبوه إلى دوامة الحبوب المخدرة، وبات ينام خارج المنزل ويسافر دون علمهم، وأصبح أكثر عزلة وابتعاداً عنهم وترك دراسته، وكان يحلم في يوم من الأيام أن يصبح مهندساً وتحول إلى شخص عدائي الطبع حتى نحو إخوته وذويه.

وذكر أن لديه 6 من الأبناء والبنات وجميعهم يشعرون بالأسى لحال شقيقهم، لافتاً إلى أنه بعد الواقعة والقبض عليه لم يذهب لزيارته لأنه كان غاضباً منه وأراد أن يقسو عليه كي يتعلم من الخطأ الذي ارتكبه، وعندما قرر زيارة ابنه في السجن وتوجه إلى هناك بالفعل، فوجئ بنقله إلى المستشفى، فذهب إلى هناك ووجد ابنه في حالة صعبة؛ إذ فقد قدرته على المشي ناهيك عن تنفسه عبر الأجهزة، لافتاً إلى أن ابنه يعاني بالأساس من مرض الصرع.

وتابع: فوجئت لما آلت إليه حال ابني فهو في حالة صحية يصعب وصفه، وعليه حضرت إلى المحكمة بتاريخ الجلسة المقررة ليس لكي أشهد على ما فعله ابني يوم الواقعة، وإنما لإسقاط الدعوى، ولأطلع الهيئة القضائية على حالته وأنه غير قادر على المثول أمامها بسبب ما حدث له.

ودعا الأب الأهالي إلى الانتباه إلى أبنائهم وعدم تركهم، ومراقبة أصدقائهم؛ لأن رفيق السوء لا يدمر الشخص وإنما يدمر عائلة بأكملها.

وعليه أجّلت المحكمة النظر في القضية إلى 8 من فبراير المقبل، لكن الأب طلب أجلاً أطول أملاً في تعافي ابنه وخروجه من هذه المحنة.

Email