خديجة اليماحي.. "رقيب" ذوي الإعاقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإنسان المبدع يلتصق بحلمه غير آبه لحدود توقفه، ولا يثنيه شيء عن تحقيق ما يطمح، مهما بلغت حدة الظروف صعوبة.. تراه يواجه الأبعد بقوة وإصرار.. تلك حكاية خديجة اليماحي، التي استحقت لقب «مصممة الجمال».

خديجة وبالرغم من إعاقتها، حصدت في مسيرتها العملية العديد من الجوائز وشهادات التكريم، وأسهمت في تصميم العديد من الشعارات للكثير من الجهات الحكومية بالدولة، ولا يزال في جعبتها الكثير من الأحلام التي تعمل على تحقيقها.

خديجة ابنة الفجيرة، تعرضت بعد ولادتها بسبعة أشهر لحمى شديدة، أصيبت على إثرها بشلل الأطفال ولكن الإعاقة لم تمنعها من مواصلة حياتها ومسيرتها العلمية والعملية، حيث التحقت بمقاعد الدراسة من مرحلة الابتدائية، وأكملت الثانوية، لتنتقل بعدها إلى جامعة الإمارات وتدرس الخدمة الاجتماعية، ولكن حال القدر دون أن تكمل مسيرتها الجامعية حيث اضطرت إلى إجراء عملية أقعدتها لفترة من الزمن.

وفي أحد الأيام ساقت لها زميلتها في الجامعة أملاً جديداً، حيث أخبرتها عن وجود مراكز متخصصة في التدريب والتشغيل لذوي الإعاقة في وزارة الداخلية، فسارعت بعد أن تعافت إلى الالتحاق بهذه المراكز.

واعتبرت خديجة التحاقها بهذه المراكز بداية محطة جديدة لحياتها خاصة أن لديها شغفاً بالتصميم الفني، فدرست برامج الرسم والتصميم ونفَّذت العديد من البروشورات والمطويات الإعلانية للعديد من الجهات. وبعد تخرجها في المراكز عرضت عليها إدارة الدفاع المدني بالفجيرة العمل معهم وتم تعيينها مباشرة لتطلق مواهبها في التصميم والإبداع.

خديجة الآن برتبة رقيب في إدارة الدفاع المدني بالفجيرة ولا زال في جعبتها الكثير من الأحلام التي تسعى لتحقيقها؛ منها استكمال دراستها الجامعية والوصول بتصاميمها إلى العالمية.

وخلال مسيرتها حصدت خديجة 13 شهادة تقدير في مجال التصميم، منها شهادة تقدير من جامعة زايد للفوز بتصميم بطاقة بريدية تحت عنوان «زايد الأسطورة»، وشهادة تقدير بمناسبة فوزها بمسابقة تصميم شعار اليوم العالمي للدفاع المدني في 2009 وشهادة تقدير من شبكة الإبداع الإماراتي ( عين الإنترنت على الإبداع الإماراتي).

وذلك لمشاركتها في بعض التصاميم بالموقع، إضافة إلى شهادة تقدير من القيادة العامة للدفاع المدني للموظف المتميز لعام 2011 خلال الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، تحت عنوان ( الدفاع المدني والمرأة).

إصرار

تقول خديجة: إعاقتي لم تعِقْني عن تحقيق ما أصبو إليه، بل كانت الجسر الذي ربط بين حاضري ومستقبلي، فغدت أحلامي حقيقة بمجرد حصولي على شهادة التخرج في مراكز وزارة الداخلية، وعبوري نحو بوابة سوق العمل.

Email