مدير مركز رعاية الأحداث في شرطة أبوظبي لـ«البيان»:

مشاجرات ومخالفات مرورية وسرقات أبرز القضايا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد العميد الدكتور عبد الله محمد بوهندي مدير مركز رعاية الأحداث في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، أن أبرز القضايا التي يتورط فيها الأحداث تتمثل في المشاجرات والقضايا المرورية والسرقات البسيطة، مشيراً إلى أن أعداد الأحداث الجانحين الذين استقبلهم المركز انخفضت خلال الفترة الماضية، وأن المركز يعمل في الوقت الحالي على وضع دراسات تعنى بالأسس والقواعد المعتمدة بشأن العقوبات البديلة المخصصة لفئة الأحداث.

وقال بوهندي في حوار مع «البيان» إن مركز رعاية الأحداث بشرطة أبوظبي يعتبر من المؤسسات الإصلاحية الحديثة بدءاً من المبنى مروراً بالتجهيزات وصولاً إلى أسلوب الرعاية المؤسسية، ومتابعة الأحداث وفق أرقى المعايير العالمية.

وأكد أن عدد الأحداث شهد انخفاضاً خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن معظم الحالات المودعة في المركز تأتي خلال الإجازات المدرسية خاصة إجازة فصل الصيف، نظراً لكثرة أوقات الفراغ وعدم استثمارها بالنسبة لهذه الفئة العمرية في ما يفيدهم، وبالتالي يجدون أنفسهم قد وقعوا فريسة براثن الانحراف عن المسار الطبيعي لحياة الإنسان.

وأوضح أن المركز يعتبر جهة تنفيذية للأحكام الصادرة عن القضاء من المحكمة، وبإشراف النيابة العام بأبوظبي (نيابة الأسرة).

وتراعي المحكمة في غالب الأحيان التقارير الدورية الصادرة عن مركز رعاية الأحداث حول مستوى سلوك الحدث ومدى استفادته من تواجده في المركز؛ وتطور شخصيته إيجابياً، ويجري في الوقت الحالي وضع دراسات تعنى بالأسس والقواعد المعتمدة بشأن العقوبات البديلة المخصصة لفئة الأحداث.

أبرز القضايا

وأوضح بوهندي أن أكثر القضايا التي يتم إيداع الأبناء بسببها مركز الأحداث هي المشاجرات والقضايا المرورية، وقضايا السرقات البسيطة، مشيراً إلى أن بعض الأبناء في سن المراهقة يلجؤون للأسف لممارسات خاطئة بغرض إثبات رجولتهم قد تتسبب في دخولهم إلى عالم الانحراف، بسبب ضعف الرقابة الأسرية وأوقات الفراغ، وهي جميعها مسببات أساسية لوقوع الأبناء في الخطأ.

وقال إن مركز رعاية الأحداث في القيادة العامة لشرطة أبوظبي يعدّ أحد التجارب الإماراتية الرائدة في توفير الرعاية المتكاملة والتأهيل المناسب للأحداث الجانحين، بسبب مشكلات ذات أبعاد بيولوجية ونفسية واجتماعية، ويعمل المركز على ترسيخ وتطوير السلوك الإيجابي لدى الأبناء الجانحين، وفق خطة تأهيلية متكاملة.

ولفت إلى أن شرطة أبوظبي ممثلة في مركز رعاية الأحداث، قدمت لفئة الأحداث الجانحين، كل السبل لرعايتهم، وإعادة تأهيلهم بالشكل الأمثل، مشيراً إلى أن المركز مؤسسة تربوية بالدرجة الأولى، مناط بها تقديم خدمات الرعاية والتأهيل للأبناء الجانحين، الذين يتم إيداعهم في المركز من الجنسين الذكور والإناث، من خلال تشخيص الحالة، ورسم خطة علاجية مناسبة لفترة وجودهم في المركز، في ضوء ما أسفرت عنه عوامل ودوافع الجنوح، تمهيداً لإعادة تكييف الحدث اجتماعياً؛ ومن ثم دمجه من جديد في المجتمع بسلاسة وسهولة.

وأكد بوهندي أن تضافر جهود وزارة الداخلية مع مؤسسات المجتمع، خاصة وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية، ومجلس أبوظبي للتعليم، أثمر عن شراكة استراتيجية لتقديم أرقى البرامج والخدمات للأحداث وذويهم، فضلاً عن إشراك أولياء الأمور في رعاية أبنائهم المقيمين بالمركز من خلال جلسات فردية ومشتركة، بما يسهم في إحداث التغيير الإيجابي في سلوكهم، والتكيف مع البيئة الاجتماعية وتكوين الضبط الاجتماعي، ومواجهة الأنماط الانحرافية في السلوكيات.

إقامة الحدث

وأشار مدير مركز رعاية الأحداث بشرطة أبوظبي إلى أنه خلال فترة إقامة الحدث بالمركز، يتم توفير المأوى، من خلال غرفة مستقلة لكل حدث، فيها جميع المرافق الصحية، ومجهزة بكل الاحتياجات الضرورية، إلى جانب وجود مسجد بجوار دور الأحداث ومصلى بكل صالة، وجلسة عربية، وجهاز تلفزيون، وقاعة ألعاب.

وملعب كرة قدم مجهز، إلى غير ذلك من أساليب الراحة والترفيه التي تضمن حسن إقامة الحدث في بيئة جيدة بالمركز، بما يساعده على التأقلم وتقبل عملية الإصلاح والتأهيل حسب الخطة النفسية والاجتماعية، والتي يشرف على إعدادها وتنفيذها اختصاصيون متواجدون مع الحدث؛ يراقبون سلوكه على مدار الساعة.

رعاية لاحقة

وأوضح أنه بعد انتهاء فترة إقامة الحدث بالمركز، يتم إعداد ملف خاص لبرنامج الرعاية اللاحقة له، بالتنسيق مع إدارة مراكز الدعم الاجتماعي بشرطة أبوظبي، لإعادة دمجه في المجتمع ومساعدة أسرته على تخطي الصعوبات التي قد تواجهه، وترسيخ ما تلقاه الحدث خلال فترة إيداعه في برامج الإصلاح والتأهيل؛ حرصاً على عدم الانتكاسة، والعودة للانحراف.

وأضاف مدير عام المركز إن المتابعة تستمر بناء على خطة زمنية محددة يعتمدها الاختصاصي حسب كل حالة، كما يحرص المركز على تعزيز شراكاته مع مختلف الجهات المعنية لمتابعة الأحداث لاحقاً، مثل مؤسسة التنمية الأسرية، والمركز الوطني للتأهيل، ومركز التأهيل والتدريب المهني التابع للقوات المسلحة.

خطط استراتيجية

وأشار العميد عبدالله محمد بوهندي إلى أن مركز رعاية الأحداث بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، يعمل على تنفيذ العديد من الخطط المستقبلية الاستراتيجية، بهدف تطوير وتحسين الأداء ورفع مستوى الخدمات المقدمة، بما يتوافق مع أولويات القيادة العامة لشرطة أبوظبي ويخدم أهدافها.

وقال إن من بين أحدث الخطط عقد شراكة مع جامعة «سالفورد» العريقة من المملكة المتحدة لتطوير جميع البرامج والخطط النفسية والاجتماعية، وتدريب الموظفين على تقويم وتعديل سلوكيات الأحداث وتأهيلهم، تمهيداً لإعادة دمجهم في المجتمع.

وأضاف أن من أهم خطط المركز وأهدافه، العمل على غرس القيم والمبادئ الدينية والعادات والتقاليد في نفوس الأحداث، وتعزيز الولاء للوطن والقيادة العليا والهوية الوطنية وتأكيد المحافظة على تراث الآباء والأجداد، فضلاً عن استقطاب وتأهيل وتنمية مهارات الكوادر البشرية المواطنة لاكتساب المعرفة.

وخلق المبادرات الإبداعية المبتكرة التي تصب في خدمة أهداف المركز، وتأسيس علاقات وشراكات استراتيجية ومثمرة مع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بهدف حماية الأبناء من الجنوح، وضمان عدم عودتهم لعالم الانحراف.

172 حدثاً

افتتح مركز رعاية الأحداث في القيادة العامة لشرطة أبوظبي عام 1995، وباشر استقبال النزلاء من الأحداث في السنة نفسها، حيث يتسع لنحو 172 حدثاً، ويبلغ إجمالي عدد غرفه المخصصة للأحداث 43 غرفة، ويضم مباني الإدارة، وإدارة وحدة الرعاية الشاملة، ومبنى الزوار، ومسجداً، وعيادة صحية متكاملة، ومدرسة، ونادياً للمهارات والقيم السلوكية، وملاعب رياضية مفتوحة، وقاعة مغلقة للنشاطات الرياضية، ومكتبة، وقاعة اجتماعات ومحاضرات، وحمام سباحة، ومنامات للضباط والأفراد العاملين بالمركز.

ويتمثل الهدف العام للمركز، في تقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية والتعليمية والمهنية والتربوية؛ بما يوافق حاجات الأحداث «الجسمية والعقلية والنفسية»، ويساعد على تكوين شخصياتهم وتنمية مواهبهم؛ واستعداداتهم ليكونوا أفراداً نافعين في المجتمع.

Email