قصة خبرية

«مروة» تنتظر قلباً حنوناً يعيد لها الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترقد الطالبة مروة سبيت (عمانية)، 17 عاماً، في غرفة العناية المركزة في مستشفى أم القيوين منذ أسبوع في انتظار قلب يعيد لها الحياة بعد أن دخلت المستشفى وهي تعاني من هبوط في عضلة القلب وهو مرض وراثي خلقي أصابها بضيق في التنفس نتيجة هبوط نسبة الأكسجين في الدم، وتحتاج حسب التقرير الطبي من مستشفى أم القيوين العام إلى استبدال القلب بآخر جديد، حيث لا يوجد قسم داخل الدولة لإجراء مثل تلك العمليات ما يتطلب نقلها إلى خارج الدولة حتى تتمكن من أن تعود الى مقاعد الدراسة من جديد بعد أن داهمها المرض منذ بداية 3 أشهر وأقعدها تماماً عن إكمال دراستها.

مروة طالبة متفوقة محبوبة من زميلاتها تدرس في مدرسة المعلا للتعليم الثانوي بأم القيوين حاصلة على 83.6% في امتحانات الفصل الدراسي الثاني، حيث كانت أمانيها أن تتخرج في الثانوية ثم الجامعة حتى تحقق الحلم الذي انتظرته طويلًا ولكن المرض اغتال حلمها في مهده، فداهمها فجأة دون إنذار محطماً تلك الآمال العراض، وفق ما روى شقيقها عاطف لـ (البيان)، فهي طريحة مستشفى أم القيوين العام في غرفة بالعناية المركزة في انتظار يد حانية تنتشلها من الغيبوبة وحالة اللاوعي إلى آفاق أرحب ترجع البسمة إليها ولأسرتها ومن ثم تكمل مسيرتها الدراسية، حيث غيب الموت والدها قبل شهر وهي أخت لـ 3 أشقاء و4 بنات.

ويقول شقيقها عاطف إن المرض فاجأ شقيقته منذ 3 أشهر فبدأت رحلة العلاج بعد ان أفادت التقارير انها مصابة باعتلال عضلة القلب التوسعي وخرجت من المستشفى في فبراير الماضي ولكن سرعان ما عاودها المرض مرة أخرى بعد إكمالها لامتحانات الفصل الدراسي الثاني، وها هي طريحة العناية المركزة في مستشفى أم القيوين.

وأضاف: (تشير التقارير إلى ضرورة نقلها إلى مستشفى متخصص في أمراض القلب ولكن نسبة لظروف الأسرة وأن علاج مثل تلك الأمراض يتطلب مبالغ مادية وأن تكاليفه باهظة الثمن وإلا لما كنا لنتوانى لحظة في نقلها إلى مستشفى متخصص داخل أو خارج الدولة لتلقي العلاج المناسب حتى تعود إليها البسمة التي افتقدتها الأسرة خاصة الوالدة التي أصبحت مأساتها مأساتين لفقدانها معيل الأسرة ومن ثم مرض ابنتها العضال الذي حل بها فجأة فزاد الهم همين والحزن حزنين وهي تتمنى لبنتها الشفاء العاجل حتى تكمل مسيرتها التعليمية وتحقق أمنياتها التي طالما كانت تحلم بها).

ويضيف شقيقها ان هناك تفاعلًا طيباً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن صديقاتها من أجل التعريف بحالة شقيقته حتى تجد العلاج المناسب، لافتاً إلى أن هناك زيارات متكررة لها من إدارة المدرسة التي تدرس بها ولكن نظراً لحالتها الصحية لم يسمح لهم بالدخول.

وقالت مريم الغربي مديرة مدرسة المعلا للتعليم الثانوي في أم القيوين إن الطالبة مروة تعد من الطالبات المتفوقات، حيث حققت نسبة جيدة في امتحانات الفصل الدراسي الثاني 83.6% رغم المرض الفجائي الذي حل بها وتغيبها عن الحصص الدراسية نتيجة للمرض، مبينة أنها كانت متفاعلة مع زميلاتها من الطالبات وتشارك في كل الفعاليات التي تنظمها إدارة المنطقة التعليمية وإدارة المدرسة، وهي عضو فاعل في فريق الهلال الطلابي بأم القيوين، لافتة إلى أن طالبات المدرسة نظمن حملة تبرعات داخلية وبرامج إذاعية تستمر ليومين من أجل جمع التبرعات والمساهمة في علاجها، متمنيات أن يمن الله عليها بالشفاء العاجل حتى تعود مجدداً إلى مواصلة دراستها.

حالة نادرة

قال الدكتور محمد تيسير المصري استشاري الأمراض الباطنية ونائب المدير للشؤون الفنية في مستشفى أم القيوين ان الطالبة مروة دخلت المستشفى منذ أسبوع وتعاني من هبوط في عضلة القلب تم اكتشافه أخيراً ما أدى إلى ضيق في التنفس نتيجة لقلة الأوكسجين في الدم، مبيناً انه تم مؤقتاً تركيب أجهزة مساعدة وهي محفزات كهربائية تمكن القلب من ان يضخ الدم، وأن علاجها يتطلب إجراء عملية واستبدال القلب بآخر حتى تعود إلى حالتها الصحية، وأنه حالياً لا يوجد قسم لإجراء مثل تلك العمليات داخل الدولة ما يتطلب نقلها إلى الخارج في مركز متخصص.

Email