أخوها ملهمها الأول وتسعد في رسم الابتسامة

شيماء السيد: أول "كوميديان" إماراتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في زمن تعددت أسباب الحزن والألم ما أحوجنا للابتسام والضحك، وهذا المفهوم تحديداً هو ما تسعى إليه الإماراتية شيماء السيد التي تعد أول كوميديان إماراتية تقوم بتأليف وإلقاء فن "الستاند آب كوميدي"، حيث تسخر طاقتها وإمكانياتها الفكاهية لانتشال جمهورها من لحظات الكآبة إلى عالم مليء بالفرح والضحك.

عن بداية شيماء لاحتراف فن " الكوميديا " تقول إن أخاها " علي السيد" هو ملهمها الأول فهو لديه باع طويل في هذا المجال وكانت مواظبة على حضور عروضه ، حيث تنظم الشركة التي يتعاون معها ورش عمل بحضور نجوم كوميديا عالميين، البداية الفعلية لشيماء كانت في عام 2007 حين تم دعوة الكوميدي الأميركي من أصول عربية " دين عبيدالله" لإلقاء عرض وبعد انتهاء فقرته طلب من الجمهور تقديم فاصل كوميدي لا تتجاوز مدته 3 دقائق، هنا كانت أول بداية لها حيث أعجب"عبيدالله " بأدائها وحثها على المواصلة .

بعد الورشة أرادت شيماء أن تنمي موهبتها فسجلت بورشة لتعلم الكوميديا تحت إشراف زوجة أخيها علي ، فتم تدريبها على صياغة المواقف المضحكة وكيفية إلقائها بشكل يضحك القارئ ويمتعه ، كما تم تدريبها على التوقيت الصحيح لإلقاء النكتة وكيفية تسخير لغة الجسد في خدمة عروضها.

وتضيف الكوميديا الحية تختلف تماما عن المسرح والتلفزيون الذين يتلقون ردة فعل الجمهور بعد الانتهاء أما في " ستاند أب كوميدي" ردة فعل الجمهور عليها أن تكون فورية، بعد الانتهاء من إلقاء كل نكتة ، كما يجب على نجم الكوميديا أن يكون حاضراً ذهنياً في حين لم يلق ردة الفعل المناسبة فعليه الاستمرار في الإضحاك.

قضية وطن

لدى شيماء حب التمسك بالعادات والتقاليد وتعريف الغرب بثقافة بلادها وهذا أمر ينعكس على لبسها ونكاتها، وعن ذلك تقول السيد: عروضي في الغالب هي باللغة الأجنبية كما أني لا أعتلي المسرح إلا بالزي الإماراتي "الشيلة والعباءة" وهذا أمر يدهش الجمهور الغربي ويشعل في قلبهم الحماس إلى ما ستقوله ذات "الرداء الأسود"، ولكن بعض العرض يصابون بالانبهار بثقافتي فأنا أحمل قضية وطن واستغل الفرصة لطرح تراث بلادي على الجمهور الغربي الذي قد يكون غير ملم بثقافة الامارات وفي الغالب يكون قد قرأ أمراً خاطئاً عن عاداتنا فمن خلال عروضي أسعى لتصليح فكرة الغرب عنا.

وتضيف السيد أن المدة التي تستغرقها في كتابة " نكتة" غير محددة فأحياناً قد تستغرق معها دقائق وأحياناً أخرى أياما حتى تقتنع بها تماماً ،وعن أكثر الأمور التي تضحك الناس تحكي السيد أن الجمهور يسعد إذا ما كانت النكات مستمدة من واقعه وبيئته فالنكات التي تتشكل عن مجتمع غربي لا تثري المجتمع العربي فعلا الكوميدي أن يكون متنبهاً وواعياً للأمر فأحياناً قد تلهه أمور تحدث وقت العرض كصوت شخير أحد الجمهور أو تعليقاتهم فعليه أن يرتجل ويرد بتلقائية وهذا ما يجعل الكوميدي بارزاً وصاحب مهارة وموهبة .

حالة سعادة

وعن اختيارها للكوميديا تقول إن رسم الابتسامة على من هم حولي أمر يشعرني بالسعادة وضحكاتهم تفرح قلبي بقوة، فمن المعروف أن الضحكة هي من علامات السعادة، وبشكل عام الجميع يريدون أن يكونوا في حالة سعادة .

قدمت السيد حتى الآن أكثر من 15 عرضا كوميدياً بعضها ذهب ريعها لمساندة بعض الأعمال الخيرية، كما انتهت مؤخراً من أداء دور كوميدي بسيط في فيلم إماراتي سيعرض في مهرجان الخليج للأفلام كما أن هناك مخططاً لبدء برنامج سيرى النور قريباً. وبالنسبة لطموحاتها تتمنى أن تكون مبادرتها في هذا المجال تلهم فتيات إماراتيات أخريات لامتهان هذا الأمر والخوض فيه تعزيزاً لهويتنا الوطنية

Email