المتحف الرياضي الروسي يروي تاريخ المونديال

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقفت جماهير المونديال على حقيقة تسامح الشعب الروسي مع تاريخه بمختلف حقباته، فأينما ذهبت تجد المتاحف، وأينما حللت يعترضك تمثال أو نصب تذكاري لأحد الأبطال. فالروس يعتزون كثيرا بتاريخهم ويؤمنون أن من لا يحفظ ماضيه لا مستقبل له. والذاكرة الرياضية لم تهمل أيضا، فقد خصصت روسيا منذ عام 1957 متحفا يخلد أمجاد الرياضة ويدون بطولاتهم لتطلع عليها الأجيال القادمة. والمتحف الرياضي الروسي، الذي يقع في وسط موسكو، يعد الأكبر في العالم ناهيك وأنه يحتوي على 80 ألف قطعة نادرة. ويستقبل المتحف 50 ألف زائر سنويا.

رأى المتحف الرياضي الروسي النور في عهد الدولة السوفياتية عام 1957 وكان يقتصر على قاعة عرض صغيرة بملعب لوجينيكي لكنه عرف توسعة كبيرة عام 1987 حيث تم نقله إلى مقر فاخر بوزارة الرياضة، وأضيفت له آلاف القطع التذكارية الأخرى. وفي عام 2010 دشن المتحف عصره الذهبي ولبس حلة عصرية، لقد بات يضم 10 قاعات فخمة وعلى طابقين.

فخر روسي

وفي مدخل المتحف وضع نصب كبير للمصارع الروسي الشهير ايفان بوديبيه (1871-1949) تكريما له على الألقاب الغالية التي أهداها للاتحاد السوفياتي سابقا. لقد سيطر على رياضة المصارعة واحتكر كل بطولات العالم ما بعد عام 1905. ولكن البطل عرف نهاية سيئة خلال آخر سنوات عمره حيث عاش الفقر والخصاصة واضطر لبيع كل ميدالياته وما يمتلك حتى يوفر لقمة العيش، ليفارق الحياة بعدها وهو في سن الـ71 عاما.

«الملك» ياشين

وفي الرواق المؤدي إلى القاعات التسع الأخرى تبرز صور الحارس الأسطورة ليف ياشين الذي سطع نجمه في الستينيات مع منتخب الاتحاد السوفياتي، كما توج بالكرة الذهبية عام 1963.

ويحتفظ المتحف الرياضي الروسي بالكرة الذهبية الأصلية التي فاز بها ياشين وقبعته الشهيرة.

ويعد ياشين من أفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم، وهو الحارس الوحيد الذي نال شرف الكرة الذهبية.

ذكريات المونديال

وتختزل قاعة كرة القدم في المعرض تاريخ مشاركة المنتخب الروسي حيث توجد قمصان لنجوم المنتخبات التي واجهها في نهائيات كأس العالم. قمصان تعود إلى نجوم الخمسينيات والستينيات حتى أن بعضها تآكل بفعل الزمن وأصبح باليا.

ومن قمصان اللاعبين العرب يبرز قميص زبير بية نجم المنتخب التونسي يبدو أنه تبادله مع أحد لاعبي المنتخب الروسي في مواجهة المنتخبين في مونديال 2002 بكوريا واليابان.

ويعود المتحف بزائره عقودا خلت ليذكره بنجوم الزمن الجميل، فهذا قميص النجم الإيطالي روبيرتو باجيو والى جانبه قميص الألماني كينسمان وقبالته قميص ديفيد بيكهام وغاري لينكير. وفي الزاوية الأخرى يخطف قميص زيدان الأضواء شامخا، وحوله قمصان للأسطورة البرازيلية رونالدو والفرنسي تيري هنري وباتيستوتا وريفالدو وميسي وكريستيانو والسينغالي هنري كامار الذي شارك في فوز «أسود التيرانغا» على الديوك الفرنسية في افتتاح مونديال 2002 بكوريا واليابان.

مارادونا وبيليه

ولا يغيب عن المتحف الرياضي مارادونا وبيليه، فهما حاضران من خلال توقيعاتهما على كرات وقمصان للمنتخب الروسي، ولكن لا توجد لهما قمصان أو أحذية أو جوارب.

وتقول مديرة المتحف إنها تأمل في توسيعه أكبر خلال الفترة المقبلة وتسعى إلى الحصول على مزيد من التذكاريات لنجوم الكرة وفي مقدمتهم بيليه ومارادونا.

وذكرت أنها ستخصص قاعة جديدة لتخلد ذكريات كأس العالم 2018 باعتبار أهميتها لروسيا حيث تقام على أرضها، وقالت إن القاعة جاهزة تنتظر نهاية العرس الكروي وجمع الملصقات وقمصان النجوم والكرات وغيرها من التذكاريات لتفتح أبوابها قريبا للزوار.

هوكي الجليد

وتم تقسيم المعرض حسب الرياضات، وتحظى رياضة هوكي الجليد بالقاعة الأكبر والأجمل، وهي الصالة الوحيدة بأرضية بلورية تنعكس منها صور النجوم وأزيائهم.

لقد خصصت جدارية بلورية كاملة لحفظ فوز روسيا على كندا 7-3 في الألعاب الأولمبية الشتوية. وضع العلم الروسي يمينا والعلم الكندي يسارا وبينهما سبورة إلكترونية تشير إلى النتيجة النهائية للمباراة7-3.

وحول هذه المعلقة رصفت قمصان نجوم المنتخب الروسي وعليها توقيعاتهم. كما حفظت أدوات لعب رياضة هوكي الجليد، وصور لأساطير اللعبة.

تحف نادرة

ويضم المتحف الرياضي الروسي تحفا نادرة، ففي البهو تعرض أغلى كأس حصل عليها المنتخب السوفياتي لكرة الماء عام 1988، وذكرت مديرة المتحف لـ «البيان الرياضي» أنها أغلى كأس في العالم في ذلك الوقت.

كما يجد الزائر درجات هوائية تعود إلى عام 1940، وسيارة فورمولا صنعت في العشرينيات ودراجات نارية قديمة متفاوتة تاريخ الصنع من الثلاثينيات حتى 2018.

وفي المتحف الروسي يمكن للزائر أن يرى مضرب كرة التنس في بدايات اللعبة، وهو من الخشب، ثقيلا ومرهقا للاعب! كما توجد ملصقات لجميع بطولات كأس العالم والألعاب الأولمبية.

ويحتفظ المتحف أيضا بالعربة التي جرها حصان خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية 1980 التي أقيمت في موسكو. ولا تزال العربة الخشبية شامخة مستندة على عجلاتها سليمة متحدية 4 عقود من الزمن.

ومن القطع النادرة أيضا آلة لتقوية العضلات مصنوعة من الخشب في ألمانيا تعود إلى ستينيات القرن الماضي.

متاحف متنقلة

وافتتح المتحف الرياضي الروسي فروعا أخرى في المدن الـ11 المضيفة لمباريات كأس العالم حيث تم نقل عدد من القطع وتأثيث متاحف صغيرة وقتية، لتمكين ضيوف روسيا من الاطلاع على أمجاد رياضييها عبر التاريخ في مختلف الرياضات. وستعود القطع التذكارية إلى المتحف الرئيسي مباشرة بعد إسدال الستار على المونديال.

Email