حمى المونديال تجتاح الشعب الروسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

النجاح الجماهيري واهتمام جمهور البلد المنظم بالمونديال، يعتبر العالم الأهم في نجاح البطولة، وربما كان الفارق كبيراً في براعة التنظيم ومستواه، ولكن هذا الفارق لم ينجح في إقناع الزائرين والمشجعين بتفوق بطولة كأس العالم 2018 المقامة حالياً بروسيا، على سابقتها التي استضافتها البرازيل قبل أربعة أعوام.

شيء واحد فقط كانت البطولة بحاجة إليه لتقنع روسيا ضيوفها، من مسؤولين ومشجعين وإعلاميين، أنها تستضيف نسخة ناجحة من بطولات كأس العالم.

والحقيقة أنه مهما بلغ مستوى كفاءة التنظيم، لن تستطيع روسيا أو غيرها، تأكيد نجاحها في تنظيم المونديال، إلا من خلال النجاح الجماهيري للبطولة.

وبمجرد إطلاق حكم المباراة بين المنتخبين المصري والروسي، أول من أمس، صافرة النهاية، بدأ الكرنفال العالمي، ودخلت هذه النسخة أجواء المونديال الحقيقية، حيث ضمن المنتخب الروسي منطقياً التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) في البطولة.

ومع إطلاق صافرة نهاية المباراة، تحولت المدن الروسية إلى مشهد كبير لمهرجان جماهيري ضخم، احتفالاً بالفوز، حيث سهرت الجماهير حتى الصباح في كل مكان.

شاشات عملاقة

وأمام شاشات العرض العملاقة المنتشرة في كل مدينة من خلال مناطق المشجعين، بدت حالة الترقب من جميع المشجعين خلال الربع ساعة الأخير من المباراة، خشية أن تتغير النتيجة.

وكان المنتخب الروسي تقدم في الشوط الثاني بثلاثة أهداف متتالية على المنتخب المصري، قبل أن يرد اللاعب المصري الشهير محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، بهدف من ضربة جزاء في الدقيقة 73.

وشعر المشجعون الروس بالقلق، وسادت حالة من الترقب أمام شاشات العرض العملاقة، خشية اكتمال ردة الفعل المصرية، وتغيير النتيجة النهائية للقاء.

ولكن الحكم أطلق صفارته، معلناً نهاية المباراة بفوز المنتخب الروسي 3 - 1، لتنطلق مع صفارة النهاية شرارة احتفالات ضخمة في جميع المدن الروسية.

ورغم انتهاء المباراة في الحادية عشرة مساء بتوقيت مدينة سان بطرسبرغ، استمرت الاحتفالات حتى صباح أمس، وتحولت حالة الصمت والجمود التي ارتسمت على وجوه الجميع قبل بداية المباراة، إلى سعادة وسرور، واحتفالات ورقص وغناء.

واضطر مشجعو المنتخب الروسي إلى الخروج من مناطق المشجعين، بعد انتهاء المباراة بساعة واحدة، طبقاً لتعليمات رجال الأمن المشرفين على هذه المناطق، ولكن هذا لم يكن نهاية الاحتفالات، وإنما بدأت موجة جديدة من الاحتفال في الشوارع والميادين العامة حتى الصباح.

احتفال جماعي

وانضم إلى المشجعين الروس، الآلاف من مشجعي المنتخبات الأخرى، وخاصة البرازيل والمكسيك، لتكون الاحتفالات بفوز الدب الروسي بكل اللغات.

ومع الساعات الأولى من صباح أمس، وبالتزامن مع الاحتفالات، بدأت عملية التكهنات بشأن المباراة الثالثة للدب الروسي في هذه المجموعة، وما إذا كان الفريق قادراً على الفوز فيها لتصدر المجموعة، وتوجيه رسالة أقوى لمنافسه في الدور الثاني، والذي يرجح أن يكون أحد المنتخبين الإسباني والبرتغالي.

آراء

ورغم اختلاف الآراء، ظلت هناك حقيقة واحدة ثابتة، وهي أن المشجعين الروس سيتابعون مباريات المونديال باهتمام أكبر من الآن فصاعداً، بعدما بدأت الأجواء الحقيقية للمونديال.

Email