مدير منظومة الابتكار و«سكيل2دبي» لـ «البيان الاقتصادي»:

تالة الأنصاري: «دستركت 2020» مستقبل ما بعد إكسبو

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعى «دستركت 2020»، منظومة الابتكار ومستقبل إكسبو 2020 دبي، إلى المساهمة في زيادة جاذبية الإمارة للمشاريع الابتكارية الناشئة والشركات الصغيرة.

وأكدت تالة الأنصاري مدير إدارة - منظومة الابتكار و«سكيل2دبي» في «دستركت 2020»، في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي»، أن تصميم «دستركت 2020»، تم بما يلائم القطاعات ذات الأهمية في مستقبل دولة الإمارات، مثل المدن الذكية، والرعاية الصحية الذكية، والعمليات اللوجستية الذكية، ووسائل النقل الذكية.

وأضافت: «تركز «دستركت 2020» أيضاً على قطاعات أخرى، يتوقع أن تزدهر في عالم ما بعد الجائحة، خصوصاً تلك المرتبطة بالتنقل والاستدامة والفرص، الموضوعات الأساسية الثلاثة في إكسبو دبي، ونسعى لجذب الشركات التي تعمل في مجالات تكنولوجية، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والبلوك تشين، والروبوتيات، والبيانات الضخمة، والتي تسهم مجتمعة في تطور المدن الذكية، وفي ظل نجاح 0.4 % فقط من المشاريع الناشئة في توسيع أعمالها، لهذا السبب، قمنا في دستركت، بتصميم وإطلاق برنامج سكيل 2 دبي لرواد الأعمال، هذا البرنامج مصمم خصيصاً لدعم الشركات المحلية والعالمية، التي تنمو أو تتوسع – وهي المرحلة الأكثر صعوبة بالنسبة للمشاريع الناشئة والشركات الصغيرة».

مرونة التعامل

أوضحت الأنصاري أن المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة، تحتاج للدعم في بداية دخولها لأسواق جديدة، فعادة ما تكون هذه العملية صعبة إلى حد ما بالنسبة لهذه الشركات، وذلك لأن العديد من المؤسسات والهيئات، تفضل العمل مع الشركات ذات الحصة الأكبر في السوق، والتي تمارس أعمالها منذ فترات طويلة. وعلى الرغم من الأفضلية التي تمتلكها الشركات الأكبر، فإن المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة، تكون غالباً أكثر ابتكاراً ومرونة، في كيفية تعاملها مع مختلف المسائل.

ولفتت إلى أنها تسهم في تذليل هذه المصاعب، من خلال إنشائها لمنظومة ابتكارية قادرة على الازدهار، من خلال التناغم بين المشاريع الناشئة والشركات الكبرى، أو الهيئات الحكومية، وستجذب المنظومة، المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة في القطاعات التي ينصب تركيزنا عليها، لتقدّم الابتكار الذي تحتاجه الشركات الكبرى الحاضرة فيها. كما تدور نقاشات بين «دستركت 2020»، وعدة جهات، لضمان استمرار تعاونها مع هذه المشاريع الناشئة ودعمها، ومن نتائجها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع كل من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وصندوق محمد بن راشد للابتكار، وستجمع المؤسستان «دستركت 2020»، بمجموعة من الشركات الناشئة والصغيرة ذات الإمكانات العالية، عبر مساعدة المشاريع التي تحقق الشروط المطلوبة على الانضمام إلى برنامج «سكيل2دبي»، ومن ثم تزويدها بما يلزمها من توجيه وعلاقات وتمويل، لمواصلة نموها ضمن برنامج «سكيل2دبي».

وأشارت إلى أن البرنامج يوفر الدعم لهذه الشركات، كي تؤسس نفسها في منظومة الابتكار في «دستركت 2020، من خلال تقديم الدعم الإرشادي عند تجهيز أعمالها، ومساحة عمل مجانية لمدة عامين، وتأشيرة لمدة عامين، وغيرها من الميزات التي تضمن قدرة هذه الشركات على توسيع أعمالها في دبي، ضمن دستركت 2020، وبناء قاعدة واسعة من العملاء.

كما سيتمكن المتقدمون المختارون للمشاركة في سكيل2دبي، من الوصول إلى فرص التمويل اللازمة، ومؤسسات التمويل المختلفة، ضمن منظومة دستركت 2020. إضافة إلى ذلك، ستساعد الفوائد والدعم المقدم من دستركت 2020، المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة، من النمو والازدهار في السوق الإماراتية، مع إمكانية أن يصبحوا مستأجرين دائمين في المنظومة، فور انتهاء السنتين، واختتام البرنامج.

فرص متاحة

ولفتت الأنصاري إلى أن المنظومة قامت بتحديد عدد من الفرص المتاحة لتقديم الدعم للنشاط والنمو الاقتصاديين في مرحلة ما بعد كوفيد 19، مع تركيز كبير على دعم القطاعات الهامة في مستقبل الإمارات، كما أن هيكلية برنامج سكيل2دبي، تلائم عالم ما بعد الجائحة، بفضل تركيزها الكبير على الابتكار والتمكين التكنولوجي.

وأضافت: ندرك في الوقت نفسه، أهمية دعم المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة في هذه الفترة العصيبة بالذات، والحفاظ على الدور الهام الذي ستؤديه في مرحلة التعافي المقبلة، لذلك، نحن أكثر التزاماً بهذا البرنامج من أي وقت مضى، ونسعى لمعرفة وتشخيص حاجات هذه المشاريع والشركات، وكيفية دعمهم بالشكل الأمثل، باستخدام الفوائد التي يقدمها «سكيل2دبي»، على المدى القصير والمتوسط.

وتابعت: على الرغم من التغييرات التي طرأت على جدولنا الزمني، كنتيجة للجائحة، فقد ازداد التزامنا بتمكين المشاريع الناشئة والمبتكرين العالميين، من توسيع أعمالهم في دبي، ضمن «دستركت 2020»، وسنساعد المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة، على الاستفادة من العلاقات التي يشكّلونها خلال مشاركة بلدهم في إكسبو، كما سنواصل عملنا ضمن رؤية إكسبو، لتحقيق فوائد طويلة الأمد لهذه الشركات. ما زال «سكيل 2 دبي»، يستقبل طلبات «التعبير عن الاهتمام»، من قبل المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة، عبر موقعها الإلكتروني، وبإمكان الشركات الراغبة بالاستفادة من هذه الفرصة، التسجيل عبر موقعنا الإلكتروني، وسيبدأ استقبال طلبات المشاركة في برنامج «سيكل2دبي»، في منتصف 2021، وسيتم الإعلان عن أسماء الفائزين بنهاية إكسبو في مارس 2022. نؤمن بأن المشاريع الناشئة، ستكون في وضعية أفضل، خلال تلك الفترة، كي تنمو في عام 2022، ونحن متحمسون للمساهمة في حصول ذلك.

مزيج متنوع

ولفتت إلى أن دستركت 2020، تجهز منظومة عالمية، تركز على الابتكار في مختلف القطاعات والتقنيات التكنولوجية، وستحتوي مزيجاً متنوعاً من المستأجرين، يتألف من أكبر الشركات العالمية، والمشاريع الناشئة، والشركات الصغيرة والمتوسطة، ومحفزات الأعمال، ومن أجل تعزيز هذا التنوع، ستستقبل المنظومة حوالي 250 شركة، ضمن كل دفعة من الفائزين في برنامج سكيل 2 دبي، وستستضيف هذه الدفعات، واحدة تلو الأخرى، مع مرور الزمن، ما يعني أن منظومتنا ستزدهر، بفضل المشاريع الناشئة المبتكرة وخدماتها، الأمر الذي سيوفر لشركائنا من الهيئات الحكومية والشركات الكبرى، مجموعة واسعة من المواهب، التي يمكنهم العمل معها على مشاريعها المبتكرة، والأفكار الأولية التي تعمل على تطويرها.

وأضافت: يساعدنا في ذلك، وجود العديد من الشركاء من الشركات الكبرى المؤثرة في مختلف القطاعات، مثل سيمنس وتيرمينوس وموانئ دبي العالمية، إلى جانب منظومة تساعد على التعاون المباشر بين مختلف القطاعات، بما فيها من قدرات في مجالات الأبحاث الأكاديمية والتطوير والتمويل الاستثماري، إلى جانب التكنولوجيا التي تسهل التعاون، وسير المشاريع المشتركة بسلاسة.

تحسين الخطط

وأكدت الأنصاري أن محفزات الأعمال، تعد من أهم ميزات دستركت 2020، حيث ستوفر الدعم اللازم، لتستطيع الشركات التعاون مع المستأجرين الآخرين والازدهار معهم، حيث ستعمل حاضنات الأعمال، مع رواد الأعمال، على تحسين خططهم واستراتيجياتهم التشغيلية والتجارية، في حين ستعمل مسرّعات الأعمال، على تعزيز نمو الشركات حديثة العهد، وتضاف إليها مراكز الأبحاث والتطوير، التي تسهم في تحقيق التقدم وتبادل المعرفة بين القطاعات والتقنيات، التي نوليها تركيزنا الأكبر. على سبيل المثال، ستحتضن دستركت 2020، مركز أبحاث وتطوير مختص بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والذي يعد أول مقر إقليمي، وأول مركز أبحاث لدى شركة تيرمينوس الصينية، ولفتت إلى أن هذه الجهود، ستؤدي هذا الأمر حتماً لتحفيز الابتكار في دبي، وبشكل خاص، من خلال أثره في توفير فرص العمل، وبناء القدرات، وتطوير المنتجات.

بيئة متكاملة

وحول أهم ما يميز دستركت 2020 عن غيرها من المناطق الحرة والمتخصصة في دبي، قالت الأنصاري: تعد المنظومة شكلاً جديداً من المجمّعات متعددة الاستخدامات، وتركز على إنشاء منظومة محفزة للابتكار، وتدعم أساليب السكن والعمل المستقبلية، كما تعد نموذجاً لمدنٍ ذكية محورها الإنسان، مستفيدة من البنية التحتية الرقمية والمادية المتطورة، إذ توفر بيئة متكاملة للسكن والعمل المعاصرين، من خلال المساحات التجارية والسكنية الحديثة والمرنة، ومتعددة الاستخدامات، مع العديد من المساحات المشتركة والمناطق المفتوحة، للتشجيع على التفاعل والتعاون، إلى جانب توفير خيارات متنوعة، من مرافق الضيافة والتجزئة والمطاعم والمقاهي.

وأضافت: «ستكون المنظومة وجهة حيوية، تدعم التنوع والإبداع، وهي أول مجمّع في المنطقة، يتم تسجيله وفق معايير (ويل) للمجمعات السكنية، والتي تقيس مدى قدرة المجمعات السكنية حول العالم، على توفير أسلوب حياة صحي لسكانها. وفي ظل أسلوب حياة مديري المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة المزدحم بالأعمال، تسعى المنظومة للحفاظ على صحة السكان، والتماسك الاجتماعي، وتوفير أسلوب حياة متوازن، من خلال المساحات المجتمعية المتكاملة، والمرافق القادرة على احتضان التفاعل الاجتماعي. حيث ستحتوي دستركت على مساحات فعاليات معالم مذهلة من إكسبو 2020، وهي ساحة الوصل، التي ستكون مركزاً للمجمع، ووجهة كبرى للفعاليات، وجناح الاستدامة تيرا في إكسبو، الذي سيصبح مركز الأطفال والعلوم، ليلهم العقول الشابة، ويشجع على تقدير عظمة عالمنا، وستكون المنظومة وجهة حيوية، تدعم التنوع والإبداع، مع الفعاليات الاجتماعية والثقافية على مدار العام».

أفضل التقنيات

وأكدت الأنصاري أن الشركات الصغيرة، ستحقق فوائد جمة من وجودها في هذه المدينة الذكية، التي توفر شبكة الجيل الخامس (5G)، وأفضل بنية تحتية ممكنة، لتمكين التقنيات المستقبلية، مع سهولة الوصول إليها والتنقل داخلها، بفضل خط المترو المباشر، الذي أنشئ تحت اسم «مسار 2020»، ضمن الخط الأحمر لمترو دبي، كما تقع «دستركت 2020»، في موقع ممتاز عند تقاطع شارع الشيخ محمد بن زايد وشارع إكسبو، وتبعد 45 دقيقة عن مطارين كبيرين، و15 دقيقة عن واحدة من أكبر مطارات الشحن في العالم، مطار آل مكتوم الدولي، إضافة إلى العديد من المزايا التي تجعل «دستركت 2020» نموذجاً مختلفاً من الوجهات العصرية، التي توفر مكاناً ممتازاً للسكن والعمل، وتلائم متطلبات المستقبل.

متطلبات العمل

وفي ما يتعلق بما ستقدمه المساحات المكتبية في «دستركت 2020»، لمختلف الشركات، في ظل التحوّلات التي تشهدها لناحية العمل عن بعد، والاعتماد على الخدمات المقدمة عبر الإنترنت، قالت الأنصاري: «إضافة إلى مئات المكاتب التي سيتم توفيرها لمختلف المشاركين في البرنامج، من المشاريع الناشئة والشركات الصغيرة، ومساحات العمل القابلة للتعديل، فإنها تتمتع ببنية تحتية رقمية متطوّرة وقادرة على التكيف، الأمر الذي يسهل تحقيق متطلبات العمل الحديثة، كما توفر المنظومة مرونة في بيئة العمل، عبر مساحات العمل المشتركة المثالية، للتعاون وتبادل الأفكار بين مختلف الأطراف».

وأضافت: «تشكل منظومتنا نموذجاً لمدينة ذكية محورها الإنسان، بفضل تصميمها الذي يحرص على كون البشر أساساً لمختلف جوانبها، إذ نعتقد أن الصلات الإنسانية هي الدافع الحقيقي للابتكار، ولذلك، نركّز على ضمان جودة المعيشة المرتفعة للسكان والموظفين، من خلال توفير بيئة متوازنة للعمل والسكن بتناغم، وندعم ذلك بما تحتويه منظومتنا من التكنولوجيا الأكثر تقدماً، مثل إنترنت الأشياء والبلوك تشين والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. وسنعمل مع المستأجرين لدينا، على إجراء الأبحاث اللازمة للاستفادة من إمكانات هذه التقنيات إلى أقصى حد ممكن، وكيفية دمجها واستثمارها في المدن الذكية، ومع احتوائها على شبكات الجيل الخامس (5G)، وتكنولوجيا إنترنت الأشياء، ستستطيع المنظومة التأقلم والتطور في المستقبل. وتمتد ميزاتها إلى توفير مساحات عمل تلائم مستقبل الوظائف، وكيفية تطورها، حيث نشهد أهمية توفر التكنولوجيا المتنوعة في مساحات العمل، وليس فقط لدعم بيئة العمل الافتراضية، بل لإنشاء بيئة عمل واقعية آمنة وصحية».زد

Email