«نيسان» توسّع التحقيق مع غصن ليشمل التحالف مع «رينو»

كشفت مصادر، أن التحقيق الذي تجريه شركة «نيسان» اليابانية لصناعة السيارات في مزاعم بارتكاب رئيس مجلس إدارتها كارلوس غصن مخالفات؛ سيتسع ليشمل بيانات مالية لتحالف «رينو نيسان»، في علامة على أن «نيسان» ربما تسعى إلى تخفيف قبضة شركتها الأم الفرنسية على تحالفهما العالمي في صناعة السيارات.

وأبلغت «نيسان» مجلس إدارة «رينو» بأن لديها دليلاً على مخالفات محتملة في «رينو - نيسان بي.في»، المشروع الهولندي الذي يشرف على عمليات التحالف تحت السيطرة المطلقة لرينو، بحسب ثلاثة مصادر مطلعة.

وجاءت مخاطبة الرئيس التنفيذي لنيسان هيروتو سايكاوا لرينو، مع إعلان شركة السيارات اليابانية، المملوكة بنسبة 43.4% لرينو، أن تحقيقاً كشف عن مخالفات ارتكبها غصن، من بينها التقليل من بيانات دخله، واستخدام أموال الشركة لأغراض شخصية.

في سياق متصل، قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، إنه لم يعد من الملائم أن يقود كارلوس غصن رينو عقب توقيفه في اليابان. وأضاف لراديو فرانس إنفو: «كارلوس غصن لم يعد في وضع يسمح له بقيادة رينو»، موضحاً أنه يرغب في أن تشكل «رينو» هيكلاً إدارياً مؤقتاً في ضوء توقيف غصن. وأشار إلى أنه سيجري اتصالات مع نظيره الياباني بشأن القضية.

وأكد أن أولوية فرنسا هي ضمان استقرار شركة «رينو». وأضاف، أن شراكة «رينو» مع «نيسان» تصب في صالح فرنسا واليابان وكلتا الشركتين. وقال لو مير: «رينو أُضعفت، مما يجعل من الضروري جداً التحرك سريعاً».

من جانب آخر، تراجعت أسهم «نيسان موتور» في بورصة طوكيو بعد توقيف غصن، وانخفضت أسهم نيسان بنسبة 5.45% لتغلق على 950.7 يناً (8.45 دولارات) بعد تراجعها بنحو 6% في الصباح، بينما انخفضت أسهم «ميتسوبيشي موتورز»، التي يتولى غصن رئاستها أيضاً، بمقدار 50 يناً أو 6.85%، إلى 680 يناً.

كما حذرت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» من إمكانية خفض تصنيف دين شركة «نيسان» بعد توقيف غصن، وأعلنت الوكالة عن تصنيف ائتماني «بتداعيات سلبية» وقالت: «وضعنا جميع تصنيفاتنا المتعلقة بفروع نيسان في الخارج في تصنيف ائتماني سلبي».

وحذرت من أن ربحية الشركة قد «تضعف إلى حد كبير» في العامين الماليين 2018 و2019 في حال أثرت قضية غصن على مبيعات نيسان أو على تحالفها مع «رينو» و«ميتسوبيشي موتورز».

تجدر الإشارة إلى أن كارلوس غصن حقق نجاحاً ساحقا في اليابان نظراً لأنه كان أجنبياً عصف أسلوبه المختلف بعالم الشركات اليابانية، وهو رجل اُعتبر منقذا لشركات متعثرة لدرجة أن حياته تحولت إلى قصة خلدتها كتب الرسوم.

وقال كوسوكي ساتو الخبير الاقتصادي البارز في معهد أبحاث اليابان، إن غصن هو على الأرجح أنجح رئيس مجلس إدارة أجنبي في اليابان، وما فعله لم يكن له مثيل في تاريخ الشركات اليابانية. ويأتي سقوط هذا الأجنبي البارز في الوقت الذي تعاني منه اليابان من نقص الأيدي العاملة وتسعى إلى جلب العمال المهاجرين الاجانب.

وتسبب ذلك في استياء في بعض الأوساط بوصفه خروجاً على سياسة الهجرة اليابانية المتشددة التي ضمنت تجانس المجتمع الياباني نسبياً.

اقرأ أيضاً:

اعتقال رئيس «نيسان» كارلوس غصن بشبهة مخالفات مالية.. ومجلس الإدارة يصوت على عزله الخميس