ثقافتنا العربية مصدر إلهام للعديد من المصممين العالميين

زيان غندور ... عوالم الأزياء المسحورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

زيان غندور، اسم لامع في سماء الموضة لقدرتها الفذة على الدمج بين الجمالية العالمية واللمسة المحلية، في دبي وقبل أن تدخل عالم تصميم الأزياء وتطلق علامتها Zayan the Label، خاضت مجال التسويق والدعم للتصاميم العصرية بأنامل المصممين المحليين عبر متاجر s*uce والتي تعد من أهم متاجر الـ Concept Stores، أي المتاجر التي تضمّ تصاميم المصمّمين الشباب، كونها الشريك المؤسس والمدير الإبداعي، فكان لها تأثيرها الإيجابي على المشهد العام لتطور صناعة الموضة الشبابية وازدهارها بشل كبير محلياً.

فيما يتعلق بمشاركتها في فعالية fashion forward في موسمه الثالث تقول غندور: «لا يمكن تجاهل الدور الكبير في مجال صناعة الموضة الذى تقوم به المنصة، وقدرتها المثيرة على استقطاب وجوة مؤثرة وفعالية، إلى جانب المشاركة المتزايدة من قبل الجمهور في الحضور وأيضاً التفاعل، لذلك أجدها فرصة جيدة جداً للكشف عن مجموعتي لهذا الموسم، والتي أعتقد أنها نالت استحسان النقاد والجمهور».

تضيف غندور: «كوني مصممة وأيضاً أسهم في اختيار مصممين للتعاقد على عرض تصاميمهم في متجري، أعتقد أنه وبعد ثلاثة مواسم، ومن واقع خبرتي الطويلة في هذا المجال، تحتاج هذه المنصة إلى دعم حكومي كبير، فلم تكن الجودة يوماً هي ما ينقص fashion forward، ولا الابتكار، بدليل العروض والأسماء المشاركة في كل موسم، فالمناسبة لا تقام لمجرد الترفيه، بل هي حيوية للاقتصاد، لما ينتج عنها من توقيع عقود، بين المشترين والمصممين، هذا عدا أن منصات العرض تلهم أصحاب المتاجر التي سرعان ما تطرح تصميمات مشابهة بأسعار في متناول اليد، مما يجعل عجلة الاقتصاد الوطني تدور.»



أنوثة وألوان
عن رؤيتها الخاصة في تصاميم الأزياء، تؤكد غندور أن العمل بالقرب من المصممين الشباب والمراقبة الدقيقة للمتسوقين داخل المتجر وخيارتهم ساعدها على تحديد رغباتهم والذوق العام للموضة المحببة، ولكنها لم تحدد مسارها أو رؤيتها التي تعتقد أنها انعكاس حقيقي لشخصيتها الحالمة والرومانسية، لذلك تخرج معظم الأفكار والقطع المنتجة من بوابة العوالم الساحرة والقصص الخرافية.

تعتبر غندور أن التصاميم الخفيفة لا ترتبط بأسلوبها الخاص بشكل أساسي، لأن الابتكار يجب أن يرتبط بالمناسبة والمرأة، ومن جانب آخر تركز في تصاميمها الناعمة، على الأقمشة المنسدلة التي تجسّد أنوثة المرأة، من خلال الألوان الزاهية والتي تبعث على الفرح.

وتضيف: «أحرص على إدخال بصمتي الخاصة على خامات القماش الذي أقوم بتصنيعه خصيصاً على التصاميم لتظهر القطعة وكأنها تضيف لشخصية من ترتديها من خلال الكثير من التول والكروشيه والدانتيل، كما أعتمد على القصات الغريبة والملفتة وألوان النيون والإكسسوارات المميّزة، لأن أسلوبي محفز على المرح والانطلاق لتحقيق الأحلام.»

فيما إذا كان الهروب إلى قصص الخيال والرومانسية هو محور دائم في جميع التصاميم التي عرضتها في مواسم سابقة تؤكد: «إن الهدف في الأساس من تركيبة القصص الرومانسية أو الخيالية هو النهايات السعيدة، وأعتقد أن أزيائي استطاعت التعبير عن المضمون الهادف لتك النهايات، وعلى سبيل المثال المجموعة الأخيرة والمكونة من 45 قطعة والتي عرضت خلال منصة fashion forward زينت بديكور خاص ليتناسب مع أفكار المجموعة المستوحاة من قصة الأميرة وحبة البازيلاء، حيث كانت هناك مجموعة من الفراشات الملونة تشبه تلك التي أخفت بها الملكة حبة البازيلاء لتكتشف حقيقة الأميرة». 

وتشير إلى أن كل سيدة جميلة وأنيقة هي أميرة متوجة باختياراتها المثيرة لشكل الأزياء والتصاميم التي ترتديها بثقة، فليس هناك سقف أو معايير واضحة يجب أن تلتزم بها، فكل تصاميمها مشغولة بحب واع لمتطلبات الموضة المعاصرة وتوجهاتها خاصة في الشرق الأوسط.



محاور التصميم
حول إذا ما كانت الثقافة الشرقية بكل فنونها قد تشكل يوماً ما محوراً رئيسياً لتصاميمها، تعتقد غندور أن ذلك ليس مستبعداً أبداً، لأن التأثر بالحضارات والثقافات مطلوب وهو ضرورة لانتعاش سوق الموضة اللاهث وراء كل عصري، وتضيف: «لكن هذا لا ينفني أن الهوية هي ما يميز كل مصمم، وتضعه على الطريق الصحيح ليكوّن علامته التجارية ويرفع من أسهمه بين جمهور ومحبي الموضة». وتستطرد: «ثقافتنا العربية كانت ولا تزال مصدر إلهام العديد من المصممين العالميين، يستلهمون من ألوانها الدافئة ويغرفون من كنوزها الثقافية بنهم. ففي الآونة الأخيرة، مثلاً رأينا عدة مصممين، أمثال فالنتينو، قبل تقاعده بداية هذا العام، وأرماني وجون بول غوتييه.. لا يخفون تأثرهم بالأسلوب الشرقي والإسلامي في أعمالهم بشكل أكبر مما كان عليه سابقاً، حتى أنه أصبح جزءاً من الجو العام لهذه الصناعة».


غندور في سطور :
-    مصممة أزياء لبنانية شابة.
-    أنشأت علامتها للأزياء Zayan The Label عام 2011 في متجرها الخاص متجر s*uce الذي أنشأته في دبي عام 2004. وبات من أهمّ المتاجر في دبيّ.
-    استهلت مسيرتها المهنية في عالم تصميم الأزياء بتصميم مجموعة محدودة من قمصان الـ«تي - شيرت» ، في حين كانت تعمل في صحيفة «دايلي ستار» (مؤسسة تابعة لصحيفة هيرالد تريبيون)، قبل انتقالها إلى دبي عام 2000.
-    تصاميمها تباع في 14 بلداً في العالم. وتحرص بصفتها المرشدة الإقليمية المعتمدة لتوجيه المواهب الشابة، على المشاركة في ندوات الموضة والأزياء، وقد شاركت في تأسيس وكالة توزيع الملابس «تو سكوبس».

 

Email