تطلق تشكيلات رمضانية

البريكان: عباءات فتاة الجيشا مستوحاة من سحر البراعة اليدوية اليابانية وخامتها المتفردة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الملفت في تصاميم السعودية هانية البريكان هو الاهتمام بعناصر العمل ككل فهي تدهشنا بقدرتها العجيبة على طرح مجموعة متكاملة للعباءات والتعبير عنها بدلالات لونية تتداخل مع التفاصيل الدقيقة في انسجام جامح مفعم بقوة التأثير الخفية التي تنبثق من الفكرة واستخدامها لتقنيات التصوير للتعبير عن رويتها التي تستهدف من خلال شخوص تصاميمها والمكان النابع من طبيعة الموسم.

سيناريوهات الموضة لدى البريكان تتصاعد وتيرتها في رؤية درامية لترفل بتحدي واثق من المضمون، ولسان حالها لكل سيدة كوني فخورة باحتشامك وعبري عن شخصيتك الذكية، المرحة، الجريئة، الحالمة... فما هي إلا غيض من فيض في قاموس عباءتها الجميلة.

فتاه الجيشا
في السياق تقول هانية البريكان: «مجموعتي مستوحاة من خصوصية كيمونو فتيات الجيشا اليابانيات الباحثات عن الشهرة والجمال في عالم الفن الياباني القديم، فيبدو كيمونو الجيشا منساباً بحريره، ورهافة طياته، وزخم ألوانه، على أجساد الجائشات المتواريات بخفة خلف تبرجهن الصاخب، وعُدَّ ذلك الثوب ثروةً بمفهومها المادي والرمزي، فقد يصل ثمنه، أحياناً، إلى أكثر من عشرة آلاف دولار، كما يورث الكيمونو بين أجيال فتيات الجيشا لقيمته الفنية والجمالية العالية وهو والانطباع الذى أود أن تتركه تصاميمي على كل من ترتديه».

وتضيف: «ترجمت هذه التأثيرات بعباءات جاءت بطابعٍ جديدٍ وفريدٍ من نوعه، تتميّز كل منها بلونٍ وأسلوبٍ خاص بها، التطريز أضاف بعداً مختلفاً فتعددت أشكاله وألوانه، فمن الفوشيا المركزة، الأزرق الملكي، الذهبي المترف إلى تدرجات اللون الخمري، تفاصيل غنية زينت برقي أطراف العباءات والأكمام، تشكل معاً توليفةً من التناسق التصميمي».

مشهد بصري
تضع البريكان كل جهودها في جلسات التصوير والتحضير لفكرة مجموعتها من خلال أسلوبها الفني القادر على ابتكار أبعاد متفاوتة للمشهد والمكان وشكل العارضة نفسها، فالغرابة أو البعد عن المألوف في كثير من الأحيان ينعكس إيجابياً على العمل ككل، والذي يضم في ثناياه التصميم والترويج، ومن ثم التسويق الذي يعتمد على المشهد البصري وجاذبية الإعلان، الذي يمكن أن يترجم إلى شيء أبعد من القماش والقصة.


أما فيما يتعلق بتجاوز الخطوط الحمراء والجموح الذي قد يعتقد البعض في السعودية أو في الخليج عموماً أنه ضرب من الجنون الغير مستحب توضح البريكان: «أنا أنتمي إلى خلفية عربية تقليدية، ولذلك فإنني لن أنحو باللائمة على القيود الصارمة والبيئة المحافظة التي نواجها في الخليج عموماً، ولكنني أعترف بأن العقلية والقوانين المحافظة التي تلازمها تخنق القدرة على التعبير»، وتستطرد: «يطبق كثير منا من الرقابة الذاتية، ويبدو هذا سبيلاً للتعامل مع القيود، لقد حظيت جلسات تصوير عباءتي بتقدير كبير من نقاد لا يعيشون في السعودية تحديداً والخليج عموماً، ولكنني تلقيت آراء مختلطة هنا، لأن الناس يبادرون إلى شجب ما يعتقدون أنه يتخطى الحدود».

التطريز الأوريغامي
بالحديث عن مجموعتها الأخيرة توضح البريكان أن عباءات 2014 الرمضانية إلى جانب الألوان المميزة، تتميّز تصاميمها بطابعها الشرقي، حيث تزيّنت بعضها برسوماتٍ هندسية، وأخرى حملت الشرق عبر التطريز الأوريغامي إلى الخليج برحلة سريعة ولمسات ذكية عبر التطريز اليدوي لتكون النتيجة تصاميم مفعمة بالأنوثة. تماشياً مع التركيبة العضوية للعلامة، فقد تم تنفيذ كل عباءة من مجموعة خريف وشتاء 2014 باستخدام أجود أنواع الأقمشة وأفخرها كالحرير والكريب الياباني مع بطانات ذات جودة عالية حيث الفخامة والتفاصيل الرائعة تنبعث من الداخل إلى الخارج بطريقة مدهشة.


تضيف البريكان: «اعتمدت في مجموعتي الجديدة على القصات المتداخلة والهندسية، والتي جمعت في العباءة الواحدة بين التموجات على الصدر والتجمعات على الجذع والاتساع في الجوانب تارةً، والضيق في أجزاء أخرى تارةً أخرى، ما يجعلها تجمع بين حشمة الرداء الواسع، وجاذبية القصات، معتمدةً فكرة الزهور البارزة من قماش العباءة والمزينة للجذع، أو التموجات الناعمة، إضافةً إلى الحرائر الفخمة، ومن جانب آخر ركزت على عناصر التزيين الكلاسيكية، كما زينت بعض الزهور البارزة، التي زينت الأكتاف والأكمام في تفاوت متوازن مع عناصر أخرى، لعباءة المساء والسهرات».

عباءات كوتور
حول طبيعة تصاميم المجموعة تقول: «تميل المجموعة الأخيرة إلى اعتماد الألوان الباستيلية الهادئة، والتي لم تخرج عن اللون الوردي الفاتح، ودرجة أخرى منه مقاربة للبيج المتورد، والبيج الفاتح المقارب للون الكريمي، إضافةً إلى الرمادي الفاتح والرمادي الداكن»، كما أضافت لمسات من اللون الأزرق، مفضلةً في هذه المجموعة التركيز على القصات، وتوضح: «فضلت أن أعتمد في هذه المجموعة القصات المعقدة والمركبة والمبتكرة في آن واحد، والتي تعزز تميز العباءة واختلافها في سوق العباءات، كما أنها في الوقت ذاته تصعب مشكلة تقليد العباءات المنتشرة، والتي تعانيها معظم مصممات العباءات الإماراتيات».


تؤكد البريكان أن: «عباءاتي، كما يحمله اسم العلامة التجارية، هي رؤيتي أنا لما يجب أن تكون عليه عباءات (الهوت كوتور) الراقية التي يمكن ارتداؤها في المناسبات والحفلات والتجمعات المسائية، كما أنها تحمل نظرتي الشخصية لكيفية تحويل هذا الرداء التقليدي الأسود إلى قطعة عالمية مناسبة لجميع النساء من مختلف الجنسيات»، موضحةً أنها لا تجد من المنطقي اتهام البعض لمصممات العباءات بأنهن حوّلن العباءة إلى شكل بعيد عن ستر الجسد! فهذه العباءات صممت لأن تلبس في المناسبات، والتي غالباً ما تكون في مجتمعاتنا الخليجية نسائية بحتة، فما الضرر في أن تبدو المرأة أنيقةً من دون قيود ومعايير، وما الضرر في أن تكون عباءة المناسبات شفافة أو مفتوحة أو ضيقة في المناسبات النسائية أو الأعراس.

وتضيف: «إن عالم العباءة شديد التنوع، ولكل مصممة توجهها وميولها الخاصة في طريقة تصميم العباءة، ولكل مرأة قدرتها على أن تعكس شخصيتها الحقيقية على ما ترتديه، وأن تفرض المظهر اللائق والمحبب والمحترم على ما ترتديه، مهما كان شكله، والعكس صحيح» كما تشير إلى أن لكل شخصية عباءات تناسبها، وتعرب عن ثقتها بأن «عباءاتي» محتشمة بما يكفي، وأنها يمكن أن تترجم إلى رداء عالمي يمكنها أن تتخيله على منصات العروض العالمية.

Email