لطف الكلمة يا مدير

ت + ت - الحجم الطبيعي

القوة التي تمتلكها «الكلمة» قوة مهدورة ومستهانة لدى الكثير، فقوة الكلمة تعادل الموت والحياة. فكلمة واحدة في التوقيت الخاطئ وبالطريقة الخاطئة كما القتل عمداً. وكلمة واحدة في التوقيت المناسب والصحيح، بالإضافة إلى الطريقة المثالية في إلقائها كإحياء الميت في قوتها.

تخيل حين تجتمع الكلمة الطيبة مع قادة وأرباب عمل صالحين كيف ستكون النتائج؟ حقيقة ستذهلك النتائج والمكاسب التي سترتد بالمقابل باستخدام قوة الكلمة.

في عصرنا الحالي اشتدت المنافسات وأصبحت الحياة بروتينها العملي تتطلب منا بذل جهد مضاعف لإثبات الذات والقوة، فازدادت الصعوبات والضغط، نمر بمراحل متموجة بين يسر الحال وعسره ومواجهة الظروف التي تقف ضدنا مع روتين العمل اليومي فهكذا هو حال الحياة. 

في انهماكنا مع العمل والجهد الذي نبذله لأداء وظيفي يرضي شغفنا ومجهودنا ويرضي توقعات أرباب العمل منا، كل ما نحتاجه بالمقابل من بعض القادة أن تخرج من حناجرهم كلماتٍ تخفف حمل ضغوطات العمل مع تصادمات ظروف الحياة الخارجة عن إرادتنا وليس تكاسلاً كما يصفه البعض أو عدم المسؤولية والجدية في العمل، أن يستخدم أرباب العمل سلاحاً ذا حدين خفيفاً سهلاً ومجانياً وليس مكلفاً، حتى إنه أسهل من شرب الماء. سلاح «لطف الكلمة» يخاطبون بها موظفيهم أو من هم مسؤولون عنهم. فقد اعتادت ألسنة البعض على النقد المستمر، وإلقاء اللوم وزيادة أعباء الموظفين مستخدمين قوة المنصب، فلا يلقون بالاً ولا أهمية للطف الكلمات وقوتها في حضرة مقامهم وقيادتهم، فبعض أرباب العمل ينسون بأنهم قدوة ودعم لا بد منه لمن هم مسؤولون عنهم. 

السادة الكرام لا تبخلوا بكلماتٍ طيبة تشحن طاقة الموظفين لبذل مجهود مضاعف، لا تبخلوا باللطف في بيئة العمل، والذي له تأثير كبير في التخفيف من حدة ضغط العمل وإزالة التوتر والتقليل من الإحساس بالجسد المرهق.

لطف الكلمة يا مدير منك ستعيد شغف العطاء والعمل بمصداقية أكثر لدى الموظفين، وكفّ عن تصيد الأخطاء بدلاً من صيد الكفاءات وتطويرها وتوجيهها، كفّ عن نبذ تقدم المبدعين والمجتهدين منهم، شحنة من الكلمات تغمرها طاقة إيجابية كفيلة بإيجاد موظفين يمتلكون رضاً وظيفياً بعيداً عن داء «الاحتراق الوظيفي»، كلمات تطلق باحترافية عمل ومن قائد قدوة تصنع موظفين لا يكفون عن ولادة الأفكار الإبداعية والحلول المبتكرة تحتاجها بيئة العمل، تزيد من إنتاجية الموظفين، وبالتالي جهة عمل ذات تقييم وأداء عال يستحق الثناء.

يقول غازي القصيبي، رحمه الله، في كتابه «حياة في الإدارة»: الدرس الإداري الكبير الذي تعلمته وقتها ولم أنسه حتى الآن، يتعلق بترتيب الأولويات، عليك أن تبدأ بتحفيز الآخرين عن طريق الحب والاحترام، أن تحبهم فتجعلهم يحبونك، وتحترمهم فتجعلهم يحترمونك، وسوف تجد كل رغباتك قد تحققت. عندما يتعذر الوصول إلى الهدف عن هذا الطريق لك أن تلجأ إلى الإغراء بالثواب عندما يفشل هذا المسعى وعندها فقط لك أن تلجأ إلى آخر العلاج العقاب أو التلويح. 

الإدارة الصحيحة ليست بالتخويف أو الشدة إنما باللين والاحترام المتبادل، وبالكلمة الطيبة التي تكسب القلوب فيخضع العقل لها، كونوا القدوة وسبباً في دفعة العاملين نحو الإنجاز، الجودة والإتقان، وكونوا الرهان على النجاح والرضا لمؤسساتكم والعاملين فيها.

Email