علو الهمة

الفضائل غزيرة، والصفات الجميلة كثيرة، ومن جميل هذه الفضائل والصفات علو الهمة من خلال الاهتمام بمعالي الأمور وترك سفاسفها «أي صغائرها»، فمن علت همته زاد شرفاً وفضلاً وخيراً، وتحققت له المقاصد السامية، والأهداف الغالية.

وللهمة أسباب حتى تتحقق، ومن أعظمها الطمع بما عند الله تعالى والإخلاص له سبحانه بالأعمال والأقوال، والازدياد من العلوم النافعة والمعارف الهادفة التي تغرس في صاحبها الصفات العزيزة من حب الخير والعمل وتحثه على البذل والعطاء، وأن يحرص الانسان على مصاحبة من تعلو همته حتى ترتقي مكانته، يقول الشاعر :

أنت في الناس تقاس .. بالذي اخترت خليلا

فاصحب الأخيار تعلو .. وتنل ذكراً جميلا

وهناك أسباب يجب تجنبها وتؤدي لضعف الهمة، ومنها وجود الانسان في بيئة غير محفزة وقليلة الهمة والنشاط، ومصاحبة من دنت همته، والانشغال بما لايعني عما يعني، ومن أشد الأسباب التي تحبس صاحبها عن الهمة: الحسد والحقد والتباغض فهذه صفات لا يمكن أن تجتمع في قلب شخص واحد.

ولابد لنا أن ندرك أهمية علو الهمة وأن لها ثمار على صاحبها، بأن تحصل له الحياة الطيبة، وتحقق له النجاحات ومحالفة الحظوظ وتحقيق المراتب العالية، ونيل النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، والتغلب على العقبات، وسعادة النفس وطيبها، والشعور بالراحة والاطمئنان، والقابلية لبذل المزيد من الجهد.

ونصيحتي للجميع بأن يعتنوا بعلو الهمة، وأن يحرص رب الأسرة على أن يكون قدوة لأبناءه في علو الهمة، ويحرص المعلم على غرس قيمة الهمة العالية في طلابه فوظيفة المعلم هي التربية والتعليم، وعلى كل فرد في المجتمع أن يكون قدوة، ولابد من محاسبة النفس حتى تحافظ على همتها وتدارك هوانها، يقول الشاعر :

وفي قمع أهواء النفس اعتزازها

وفي نيلها ما تشتهي ذل سرمد


 

الأكثر مشاركة