يداً بيد نحو التعافي

منذ ظهور وباء «كوفيد 19»، تسعى دول العالم كافة لمكافحته، بما تملك من مقومات طبية وبنية تحتية، وتضع له التدابير الاحترازية من أجل سلامتها، وتبذل جهوداً كبيرة لاحتوائه، وتقوم بعمل الدراسات والأبحاث المستمرة حوله، لإيجاد العلاج المناسب لهذا الفيروس، الذي أربك وشل حركة العالم وعطل تنمية الدول واقتصادها.

ومع ذلك نجد التساهل من البعض مع هذا الوباء ، ونشر الأخبار المضحكة عن الوباء والاستهانة به، وعدم أخذ التدابير الوقائية؛ وهذا أمر خطأ، بالمقابل نجد من يبالغ في الخوف وتخويف الآخرين من الفيروس، وبث الذعر والخوف المبالغ في نفوسهم، من خلال نشر الأخبار والإشاعات دون الرجوع إلى المصادر الرسمية والجهات المسؤولة.

وننوه بأنه لا بد من استقاء الأخبار من المصادر الرسمية، وعدم نشر الأخبار إلا بعد التأكد من صحتها وتمحيصها، حتى نحافظ على أمن المجتمع واستقراره، وبث الطمأنينة بين أفراده، وهذا مطلب ضروري، لا سيما في مثل هذه الأوقات والظروف.

ومن المهم بذل الأسباب الوقائية والاحترازية للمساهمة بعدم انتشار هذا الفيروس أو غيره من الأمراض؛ وذلك من خلال العناية بآداب العطاس، والابتعاد عن أماكن انتشار الأمراض، والتجمعات، وغيرها من الإرشادات المهمة، التي تصدر من جهات الاختصاص، ومن واجب جميع أفراد المجتمع التقيد بها، لسلامة الجميع، فالجميع مسؤول عن الجميع لا سيما في الأزمات.

وقد بذلت دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً جبارة في احتواء هذا المرض، والحد من خطورته سواء أكانت هذه الجهود وقائية أو توعوية أو علاجية، ولم تتأخر أو تدخر جهداً لمكافحته، وتمتلك دولتنا المباركة بنية تحتية عالية المستوى، تستطيع من خلالها مواجهة مختلف الظروف الطارئة، فحري بكل أفراد المجتمع أن يبذلوا أسباب الوقاية من الأمراض، والإكثار من الدعاء بأن يحفظهم الله تعالى من الأمراض والأسقام، ويحفظ قيادتنا ومجتمعنا، لما للدعاء من الأثر العظيم للحفظ من الأمراض والشرور والآفات، وأضع بين أيديكم دعاء نبوياً عظيماً للحفظ من الأمراض والأسقام، بإذن الله، جاء في الحديث الشريف أنَّ النبيَّ ﷺ كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَالْجُنُونِ وَمِنْ سَيِّئِ الأسقام».

وفي الختام أحث أفراد المجتمع أن يسهموا ويسارعوا بأخذ اللقاح، الذي وفرته لنا قيادتنا الحكيمة، التي تبذل جميع الإمكانات، وفق أعلى المعايير العالمية الخاصة بمكافحة جائحة «كوفيد 19»، من أجل سلامة المجتمع وسلامة الإنسان على هذه الأرض الطيبة وحرصها على صحته، وأخذ اللقاح من ضمن الإجراءات المهمة لعودة الحياة إلى طبيعتها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظنا من الأمراض والأسقام، وأن يرفع عنا هذا الوباء، وأن يديم على دولة الإمارات العربية المتحدة نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يحفظ قيادتنا الحكيمة، ويسدد خطاهم لما يحبه ويرضى، ويديم على مجتمعنا نعمة الصحة والعافية، وجميع نعمه الظاهرة والباطنة.

الأكثر مشاركة