أقسام الشعر والشعراء 2 ـ 2

ت + ت - الحجم الطبيعي

طريق الشعر طويل، وسبيله هو السبيل، لأنه يحتاج من الشاعر إلى موهبة وثقافة وتأهيل.

وقد سُمي الشاعرُ شاعراً، لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره.

وتكبر حاجة الشاعر إلى العروض، ليكون له معياراً وميزاناً، وحاجته إلى النحو أكبر، وذلك لإصلاح لسانه، وإقامة إعرابه، أما إذا أراد أن يتعرف مسالك الشعراء، ويتعلم مذاهبهم، فلا مندوحة له عن رواية الشعر وحفظه. فإذا لم يجتمع له ما ذكرنا أو شيئاً منه فلا ينبغي أن يتعرض لقول الشعر. ثمّ بعد ذلك كله يختلفون جودة ومكانة. فالشاعر إذا لم يكن عنده توليد معنى ولا اختراعه، أو استظراف لفظ وابتداعه.. كان اسم الشاعر عليه مجازاً كما قيْلَ لِلْخَلِيْلِ بن أَحْمَد: لِمَ لَا تَقُوْلُ الشِّعْرَ؟ فَقَالَ: يَأْبَانِي جَيِّدُهُ وَآبِي رَدِيْئَهُ. وَقِيْلَ لِلْمُفَضلِ: لِمَ لَا تَقُوْلُ الشِّعْرَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ؟ قَالَ: عِلْمِي بهِ يَمْنَعُنِي مِنْهُ. وَوَجَاهَةُ الحُطَيْئَةِ فِي الشِّعْرِ وَطُوْلُ بَاعِهِ فِيْهِ أَشْهَرُ أَنْ يُخْفَى، وحينما احْتُضِرَ قِيلَ لَهُ أَوْصِ قال أُوصِيكُمْ بِالشِّعْرِ..

الشِّعْرُ ‌صَعْبٌ ‌وَطَوِيْلٌ ‌سُلَّمُه

إِذَا ارْتَقَى فِيْهِ مَنْ لَا يَعْلَمُه

زلَّتْ بِهِ إِلَى الحَضيِضِ قَدَمُه

يُرِيْدُ أَنْ يُعْرِبَهُ فَيعجِمُه.

قال حكيم: لا يزال المرء مستوراً ما لم يصنع شعراً، فشعره ترجمان علمه. وقال الجاحظ: من صنع شعراً فقد استهدف؛ فإن أحسن فقد استعطف، وإن أساء فقد استقذف. وقال حسان رضي الله عنه: وإنما الشعر لب المرء يعرضه ... على المجالس إن كيساً وإن حمقا

وقال ابن مناذر:

لا تقل شعراً ولا تهمم به ... وإذا ما قلت شعراً فأجد

قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ:

‌الشُعَرَاءُ ‌فاعْلَمَنَّ ‌أرْبَعَهْ ... فشاعِرٌ يَجْري وَلا يُجْرَى مَعَهْ

وَشاعِرٌ يُنْشِدُ وسْطَ المَعْمَعَهْ ... وشاعِرٌ مِنْ حَقِّه أنْ تَسْمَعَهْ..

وشاعِرٌ مِنْ حَقِّه أنْ تَصْفَعَهْ!

قال الجاحظ: الشعراء: الفحل الخنذيذ، ودونه المفلق، ودونه الشاعر فقط، والرابع الشعرور. - وقد جروا على أن يصفوا الشاعر المفلق بالنابغة، فلم يلقب به إلا قليل.

Email