الخيام ورباعياته «1-2»

ت + ت - الحجم الطبيعي

عمر الخيام شاعر أديب فيلسوف، كان عالماً بارزاً بالرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ.

بلغت شهرته الآفاق بمقطعاته الشعرية «الرباعيات»، وافقه النجاح في نظمها شعراً بالفارسية، ووافاه الفلاح حين ترجمت إلى العربية، واللاتينية، والفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والإيطالية، والدنماركية وغيرها.

وحين بزغ نجمه، وعرف قدره، قربه الرؤساء والملوك والأمراء. وكان في بلاط السلطان ملكشاه أمير الندماء، وقد اشتهر الخيام بالشعر والأدب أضعاف شهرته بعلمي الرياضيات والفلك.

وقد انعكس هذا على اهتمام الناس به وبإرثه العلمي والمعرفي، فأورثه إقبال الناس على شعره وأدبه، وتسابق الشعراء والأدباء على ترجمته؛ ومن أشهرهم وأمثلهم- في رأيي- الشاعر المصري د.أحمد رامي؛ صاحب الترجمات الشاعرية، وقد يشاركه في شاعريته د.أحمد زكي «أبو شادي»، وهما من مؤسسي مدرسة أبوللو الشعرية، كذا البستاني، ومحمد السباعي، والشاعر الزهاوي.

وثمة ترجمة شعرية قام بها الأديب الساخر إبراهيم عبدالقادر المازني، نشر بعضها في مجلة «الرجاء»، ونشر بعضها الآخر في الجزء الثاني من كتاب «ديوان المازني».

وللعقاد تعليقات على بعض ما ترجمه صديقه المازني قال: «وقد طاب للمازني منذ سنوات أن يدأب على الاستخفاف بعمله وبجدواه، فأنكر على نفسه الشاعرية، وأنكر غناء ما يكتب وينظم، وقد غالطته أحياناً فقلت له: إن هذه البدعة منه ضرب من المكر الحسن، كأنه أراد أن ينزل عن مكانه ليجلسه عليه الناس»، ولكنه قال في حصاد الهشيم:

«واعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها، لم يرفعك الناس إليها، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضاً، فالأرجح أنني غالطته، وأن حقيقة الأمر أن المازني يستخف بعلمه وبغير عمله أحياناً؛ لأنه يستصغر حياة الإنسان في جانب آماد الخلود ومصائر الأقدار، ولأنه يقيس ما عمل بما أراده آخرون. وقد هون الخطب على نفسه بسليقة فيه، وهي أنه استطاع أن يقسم «أنانيته» قسمين متلازمين، يسخط أحدهما فيتناوله الآخر بالعبث والتعزية، ويشمخ الشامخ منهما فيغض منه المطمئن والوادع». (يـتبع).

Email