عميد الأدب السوداني

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يذكر السودان إلا ويذكر معه الأستاذ عبدالله الطيب، ولا يذكر عبدالله الطيب إلا ويذكر السودان!

‌يذكرني ريَّا الأحبَّة كلّما... تنفَّس في جنحٍ من اللّيل بارد

إن محاولة الإحاطة بعبقرية عبدالله الطيب، ومجالات علمه، وجوانب ثقافته، في مقال كهذا لهو أقرب إلى اللهو منه إلى الجد، لذلك نشير إلى أهم كتبه وأنفسها، وكيف كان سبباً لشهرته، سنتحدث عن: «المرشد إلى فهم أشعار العرب»، وهو كتاب ‌جديد ‌في ‌بابه، لم يلتفت إليه أو يُعْنَ به أحد من أصحابه، فهو يشق طريقه إلى نفسك، ويذكرك بأمجاد أمسك.

وزوّدْ ‌نفسَكَ الخيرْ... ودعْ ما يُعقِبُ الضّيرْ

تقديراً لما بذل صاحبه فيه من جهد، وما صادف فيه من توفيق. والكتاب يقوم على فكرة؛ أن الشعر العربي من حيث الصناعة، يقوم على أركان: «النظم، والجَرسْ اللفظي، والصياغة، ثم الكلام على صور خاصة من الأداء، بأساليب تمليها البيئة والتقاليد، على مر الأزمان واختلاف الأمكنة، وتؤثر فيها الأفكار المستحدثة، وما يجري مجراها من دواعي التغير والتجدد». وقد تكلف المؤلف دراسة جميع ذلك بإيجاز غير مخل. ولما عرض الكتاب على طه حسين راقه وأعجبه ما رأى من حسنه، وبديع نظمه، وكمال عقل مؤلفه، وكتب له تقريظاً، فقال فيه: «هذا كتاب ممتع إلى أبعد غايات الإمتاع، لا أعرف أن مثله أتيح لنا في هذا العصر الحديث. ولست أقول هذا متكثراً أو غالياً.. وإنما أقوله عن ثقة وعن بينة، ولم أكد أقرأه حتى رأيت الرضى عنه، والإعجاب به». ولا نزيد على ما قاله حسين.

أما المؤلف فقد تلقى التقريظ بكل تواضع، وعلق عليه قائلاً: ولا أدعي أنى قد جئت فيه بجديد مبتكر، فالقارئ يعلم أن زهيراً قد كان صادقاً حين ‌قال:

ما أرانا نقول إلا معارا... أو معاداً من قولنا مكرورا

ومن كان سعيداً فقرأ الكتاب، سيعرف مصداق قول حسين، ومقدار تواضع العلامة عبدالله الطيب!

Email