اللغة العربية إلى أين؟ 76

ت + ت - الحجم الطبيعي

السفر إحدى وسائل المتعة، هذا هو الصحيح لبعض علماء فقه اللغة العربية، وليس صحيحاً أن تقول: السفر أحد وسائل المتعة.

فلو قال أحدنا: السفر أحد وسائل المتعة يعتبر مخطئاً، والويل والثبور وعظائم الأمور له.

ولو قال أحدنا: معصوم عن الخطأ لكان قوله مجانباً للصواب، ويجب أن يقول: معصوم من الخطأ لا عن الخطأ.

وهكذا يجتهد بعض الأساتذة والنحاة في وضع القوائم الطويلة التي لو قرأها المبتدئ بتعلم اللغة العربية لشعر أنه لا جدوى من دراسة هذه اللغة المليئة بالأخطاء الشائعة التي تحتاج إلى إصلاح، وهذا النفور المتأتّي من الاستعمالات الخاطئة لبعض كلمات اللغة العربية يسهم في إبعاد العربي عن لغته ولا يقربه منها.

ولا ننادي بالتغاضي عن هذه الأخطاء وعدم إعادة أبناء هذه اللغة إلى الاستعمال الصحيح لمفرداتها، بل ننادي بتأجيل مثل هذه المعرفة إلى الوقت الذي يتخرج فيه الطالب من المرحلتين الأولى والثانية ليتمكن من زيادة معرفته لهذه اللغة والبناء على الأسس الصحيحة، وهذه الأسس هي معرفة أقسام الكلمة في اللغة العربية، ومعرفة إعراب هذه الكلمة، ومتى تكون في حالة الرفع أو حالة النصب أو حالة الجر.

ثم تأتي الإضافات إلى هذه المعرفة، ولكننا لا نريد أن يشعر الطالب بازدحام القواعد وضخامة المعلومات التي يجب عليه أن يختزنها.

ولن يستفيد الطالب من تصحيح هذه الأخطاء الشائعة، وهو لا يستعملها في الأساس.

إن التعمّق في معرفة قواعد اللغة العربية ومعرفة معاني مفرداتها هو الأساس الذي يمكن للطالب أن ينجح في تعلمها وإتقانها.

وللحديث بقية.

Email