اللغة العربية إلى أين؟ 71

ت + ت - الحجم الطبيعي

الظاهرة التي لا تزال تؤرق جميع المهتمين باللغة العربية هي ظاهرة الإعلانات التي تنشرها بعض الشركات الخاصة والأجنبية، فهذه الإعلانات المكتوبة بالحروف العربية الجميلة ملأى بالأخطاء النحوية والكلمات غير العربية. ويمكنني أن أسجل عشرات، بل مئات الإعلانات وأسماء المحلات الحافلة بالأخطاء اللغوية، ولكنني أكتفي بالإشارة إليها دون تحديد من هم أصحابها.

صحيح أن عدد هذه الإعلانات يتناقص عاماً بعد عام، وذلك بفضل المراقبة الدقيقة والمشكورة التي تقوم بها المجالس البلدية في الدولة، ولكن لماذا لا يلجأ أصحاب تلك الإعلانات إلى المختصين الذين يقومون بها بشكل صحيح ودون أخطاء؟

بعض المطاعم تكتب على واجهة المطعم كلمة رستورانت باللغة العربية، وتكتبها في الوقت نفسه بالإنجليزية مع أن كلمة مطعم أقل حروفاً وأسهل نطقاً وأكثر حفظاً.

أو نقرأ مخسلة بدلاً من مغسلة

أو ترا بدلاً من ترى

أو مشروبا تمثلجه بدلاً من مشروبات مثلجة.

والغريب أن الإعلان يكتب باللغة الإنجليزية بشكل صحيح أما في العربية فمثير للسخرية.

فعلى سبيل المثال: أحد محال الأحذية يضع إعلاناً على واجهة محله يقول بالإنجليزية Ladies sport shoes وبالعربية يضع سيدات الرياضات أحذية بدلاً من أحذية رياضية للسيدات.

ومن أشد الأخطاء قبحاً كتابة التاء المفتوحة بدلاً من التاء المربوطة مثل زهرت بدلاً من زهرة وكتابة الظاد بدلاً من الضاد مثل لغة الظاد بدلاً من لغة الضاد.

وكتابة التنوين بالنون مثل دائمن بدلاً من دائماً، وكتابة الهاء بدلاً من التاء المربوطة مثل هبه بدلاً من هبة، وكتابة الياء بدلاً من الكسرة مثل عليكي السلام بدلاً من عليكِ السّلام. هذه الأخطاء المسيئة للغة العربية يجب أن تصحح، وقد اهتمت قيادتنا الرشيدة بهذه الأخطاء في الإعلانات التجارية ووجهت بمراقبة هذه الإعلانات وفرض غرامة مالية على من ينشرها خاطئة. ونأمل أن يسفر ذلك عن إصلاح شامل للغة الإعلانات العربية.

وللحديث بقية.

Email