إخوان الصفا في ميزان التوحيدي وشيوخه...!

ت + ت - الحجم الطبيعي

صنف المستشرق جولد تسيهر جماعة «إخوان الصفا» ضمن مفسري الصوفية، غافلاً عن أنهم جماعة متفلسفة ضمت صفوفها آلافاً من الناس، مشاربهم مختلفة، ومضاربهم متنوعة، فيهم الملاحدة، وفيهم الزنادقة، وفيهم الجاهل الغُفْل..، فنسبتهم إلى الصوفية خطأ علمي، وتجن على الحقيقة.وذكر التوحيدي أسماء كبرائهم، فذكر منهم زيد بن رفاعة. قال الذهبي:

«أبو الخير: لا صبحه الله بخير! له كتاب (أربعين حديثاً) باطلة. وقال العسقلاني: معروف بوضع الحديث».ومن أقواله: أنه متى انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة العربية فقد حصل الكمال.

وقالوا:«الشريعة قد دُنّست بالجهالات، واختلطت بالضّلالات، ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها إلا بالفلسفة».. وصنّفوا خمسين رسالة في الفلسفة: وسمّوها رسائل ‌إخوان ‌الصّفا وخلّان الوفاء، وكتموا أسماءهم، وبثّوها في الورّاقين، ولقّنوها الناس، وادّعوا أنّهم ما فعلوا ذلك إلا ابتغاء وجه الله عزّ وجلّ وطلب رضوانه.

قال أبو سليمان المنطقي « وَحَشوا هذه الرسائل بالكلمات الدينية، والأمثال الشرعية، والحروف المحتملة، والطرق المموهة. وهي مبثوثة.. بلا إشباع ولا كفاية. وفيها خرافات وتلفيقات، فنصبوا ما أغنوا، وغنوا وما أطربوا، ونسجوا فهلهلوا، ومشطوا ففلفوا. وبالجملة فهي مقالات..غير ظاهرة الأدلة والاحتجاج».

وأضاف التوحيدي (الإمتاع والمؤانسة /‏ 163 ): قال: قد رأيت جملة منها، وهي مبثوثة من كلّ فنّ، نتفاً بلا إشباع ولا كفاية، وفيها خرافات، وكنايات، وتلفيقات، وتلزيقات، وقد غرقَ الصّوابُ فيها لغلبة الخطأ عليها»، وحملت عدّة منها إلى شيخنا أبي سليمان المنطقيّ السّجستانيّ (محمد بن بهرام) وعرضتها عليه، ونظر فيها أياماً واختبرها طويلاً، ثم ردّها عليّ وقال:

تعبوا وما أغنوا، ونصبوا وما أجدوا، وحاموا وما وردوا، وغنّوا وما أطربوا،.. ظنّوا أنهم يمكنهم أن يدسّوا الفلسفة- التي هي علم النّجوم والأفلاك والمجسطي والمقادير وآثار الطّبيعة، والموسيقى التي هي معرفة النّغم والإيقاعات والنّقرات والأوزان، والمنطق الّذي هو اعتبار الأقوال بالإضافات والكمّيّات والكيفيّات- في الشريعة.

 

Email