اللغة العربية إلى أين؟ (54)

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل الإعلام بوسائله المقروءة والمسموعة والمرئية، منصة رئيسية للغة العربية في الدول العربية، فهل يقوم الإعلام في هذه الدول بدوره المنشود؟

هذا السؤال يحتاج إلى إجابة صريحة، وما دمنا نحمل مسؤولية الدفاع عن لغتنا وهي هويتنا ووسيلة علمنا وثقافتنا، فإنني أقول بلا تردّد: إن الإعلام بعيدٌ عن هذا الدور، ولا يضع في مخططاته نشر هذه اللغة بين من يشاهد أو يسمع أو يقرأ.

بل إن بعض الإعلاميين لا يعرفون هذه اللغة، وحينما يتحدثون بها تجد الأخطاء الرهيبة التي ما أنزل الله بها من سلطان، فيرفعون المجرور وينصبون المبتدأ والخبر وكثيراً ما يلجأون إلى اللهجة العامية، وكأن المنصة الإعلامية التي يعملون فيها ملك أبيهم.

بل هناك بعض المنصات التي تسمح لبعض الأصوات بمهاجمة اللغة العربية واعتبارها متخلفة لا تصلح للنهضة العلمية والتكنولوجية التي تشهدها دولتنا.

وسيأتي الوقت الذي أسجل فيه هذه الأخطاء، وهذا الفكر المعادي للغتنا العربية، وأذيعه على الملأ. إن قيادتنا الرشيدة وجهت الجميع إلى الوقوف مع هذه اللغة، وفي ظلها وتحت رعايتها أنشئت مراكز اللغة العربية ومجامعها، وأقيمت مؤتمراتها، ووضعت جوائز كبيرة لكل إبداع لغوي، شعراً كان أو نثراً. والمطلوب من كل من لديه ضمير حيّ وحب لهذه اللغة أن يعمل لخدمة قيادتنا الرشيدة التي أراها أعظم داعم لهذه اللغة.

المطلوب من كل مؤسساتنا الإعلامية أن ترفع راية لغتنا العربية فتستخدمها بكفاءة وبلا أخطاء، وأقترح عمل دورات خاصة للعاملين في أجهزة الإعلام لتأهيلهم وجعلهم قادرين على استخدام الفصحى، قراءة وكتابة وارتجالاً.

نحن نحتاج إلى خطوات عملية في هذا المجال، نريد إعلاماً عربياً لا يسيء لهذه اللغة، ولا يجعلها أضيع من الأيتام على مآدب اللئام.

وللحديث بقية.

Email