اللغة العربية إلى أين؟ 49

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن أن نحمل مسؤولية جهل أطفالنا باللغة العربية للمسؤولين عن المؤسسات التعليمية في الدولة، فهؤلاء الأطفال يجهلون لغة آبائهم بسبب غياب آبائهم وأمهاتهم عنهم، وجعلهم في رعاية المربيات غير العربيات، فيتعلم الطفل لغة المربية أو اللغة الإنجليزية. وبدلاً من أن يقوم الأب والأم بالتحدث مع أولادهم وبناتهم باللغة العربية، يجدون أن اللغة الإنجليزية هي اللغة المشتركة بين أولادهم وبناتهم والمربيات ثم بينهم، بل إن بعض الآباء والأمهات يقومون بتعلم اللغة الإنجليزية ليتمكنوا من التحدث مع أطفالهم. هذا الواقع ليس مبالغاً فيه ولكنه موجود مع الأسف ولا يستطيع أحد أن ينكره.

بل إن بعض أولياء الأمور لم يخجلوا أن يطلبوا من المسؤولين عن العملية التعليمية مسامحة أطفالهم لعدم معرفتهم باللغة العربية وطلبوا حذف هذه المادة من المنهج الدراسي.

قال أحد الآباء لمسؤول في وزارة التربية والتعليم:

ليس من المعقول أن تقرروا عدم نجاح ابني بسبب فشله في امتحان اللغة العربية، فابني حصل على العلامة الكاملة في جميع المواد ما عدا اللغة العربية، فكيف تحكمون عليه بالرسوب وهو بمثابة عبقري في المواد العلمية الأخرى؟

وكان رد المسؤول.. اللغة العربية أساس من دونها لا نجاح لابنك.

ولكن رغم ذلك فقد نجح المئات من الأطفال وهم لا يعرفون التكلم بالعربية العامية وليس الفصحى، وما زال النجاح لهؤلاء الأطفال مستمراً ولا أعرف الكيفية التي يمكن أن ينجح فيها من لا يعرف هذه اللغة على الإطلاق.

دعوني أضع النقاط على الحروف..

الأهل هم المسؤولون بالدرجة الأولى.

والمؤسسات التعليمية يجب ألا تسمح بنجاح من لا يعرف هذه اللغة على الإطلاق. آن الأوان لحسم هذه القضية وإنهاء هذه المأساة. علموا أطفالكم لغتكم.. كلموهم بها.. لا تتهاونوا وتمروا على هذه المشكلة مرور الكرام.

وللحديث بقية.

Email