ماذا لو.. تبنينا إطاراً شاملاً لرعاية المبدعين؟

لا يخلو زمان أو مكان من وجود موهوبين ومبدعين. فكم قرأنا من قصص لناجحين ممن لم يكن لهم الدعم وخصوصاً في بداية انطلاقتهم. لا يخفى علينا أن الكثير من التجارب والدراسات أشارت إلى أن البيئات الحاضنة لها دور كبير في تفريخ الموهوبين والمبدعين والمبتكرين.

يبدو أن هناك طرفين مسؤولان عن عملية الكشف والاستثمار في المبدعين والمبتكرين. الطرف الأول المبدعون والمبتكرون أنفسهم فعلى المبدع أن يؤمن بنفسه وقدراته وأن يسعى هو بنفسه لإظهار شغفه ومشاركة إبداعه مع العالم مهما كان الطريق وعراً وشاقاً.

يضرب لنا الكولونيل ساندر أروع مثال في السعي لإقناع العالم بخلطته السرية فبالرغم من عدم تجاوب الكثير من رجال الأعمال الذين قابلهم، ووجود الكثير من المطاعم المنافسة في السوق، واندلاع الحرب العالمية الثانية وما تلاها من ركود اقتصادي، إلا أن الكولونيل لم ييأس بل أصر على الإيمان بنفسه وأن وصفته السحرية تستحق أن تنتشر في العالم.

بعد عشرات السنين من السعي استطاع الكولونيل أن يؤسس سلسلة مطاعمه الشهيرة دجاج كنتاكي ابتداءً من الولايات المتحدة. لو عاش الكولونيل معنا اليوم فسيرى كيف أن مطعمه انتشر في أكثر من 145 دولة حول العالم وبأكثر من مئتي ألف مطعم. الطرف الثاني المسؤول عن عملية الكشف عن المبدعين والمبتكرين هم رجال الأعمال والمؤسسات.

بالرغم من أنه ليس من السهل إقناع الطرف الثاني باختيار ودعم المبدعين والمبتكرين وخصوصاً بين مئات بل آلاف المتقدمين، ولكن وضع إطار عمل شامل ودقيق لتبني عملية الكشف والاستثمار في المبدعين، بلا شك سيزيد من عدد المبدعين وسيحقق لجميع الأطراف مكاسب جمة.

ماذا لو تبنى رجال الأعمال والمؤسسات إطاراً شاملاً للكشف عن والاستثمار في المبدعين من أول الطريق؟ ماذا لو اتخذ رجال الأعمال والمؤسسات استراتيجيات ومبادرات للأخذ بأيدي الموهوبين والمبدعين للتأكد من وضعهم في المكان والمسار الصحيحين من أجل عملية التنمية والتطوير والاستدامة؟

 

الأكثر مشاركة