عدنا مجدداً.. والعود أحمد

سجلت اليوم محفظتي سبقاً عالمياً للأموال التي خرجت منها، لتجهيز أبنائي للعودة إلى المدارس. بدأت الحكاية عند عودتي إلى منزلي، ورأيت أفراد الأسرة، صغيرهم وكبيرهم مستعدين للانقضاض على المكتبات بكل قوة شرائية متوفرة لديهم.

دخلت وإذ البنات حول أمهن اجتمعن. فكرن، وسجلن في ورقه، من الحاجات ما أردن، وقلن بعد ذلك، أغدق علينا من الأموال يا هذا، حتى نكون للمدارس قد جهزنا. قلت، فلتصبرن يا بنات وانتظرن. ولتنظرن ما تحتاجه المدرسات، وبعدها نشتري ما طلبن.

تعالت الأصوات، مدة العروض ستنتهي، ومقاساتنا في الأسواق ستختفي، فهيا نجمع من الأشياء ما عليه قدرن. راجعت معهن ما كتبن، والمجموع في أربعة ضربن. اصفر وجهي بعدها، والجلسة تغير وضعها. فإليك يا عزيزي ما كتبن، من التنانير اثنتان، وعباءة، وبدلة للرياضة، وجراب أسود وجزمة. من ذاك المحل الذي في الإعلان اسمه. ونريد من تلك الدفاتر رزمة. وبراية، وممحاة، ومن الأقلام حزمة.

وكذلك صمغ ومسطرة، وشنطة كبيرة الحجم ضخمة. وللفطور والفواكه من الحجم الصغير علبة، وللماء والعصير متوسطة الطول «دبه». وعن أشعة الشمس، اشتر يا بابي «كشمه». وكماماً ذا مراوح، لأستنشق من الهواء نسمة. ولوحات من الكرتون، لأتفنن في إخراج الرسمة. وأحتاج كذلك دفتراً للعلوم، يكون الغلاف فيه نجمة. ولا تنس آلة الحساب، تصلح فيها القسمة. وإياك محل الفواكه أن تؤخره.

نريد عنباً، وتفاحاً، وفراولة، و«درزنين» من الموز أصفره. وكيلو من الرمان أحمره. هنا، تشتت الأفكار وتبعثرت، كأن على رأسي الحجارة أسقطت. فلله در الأنثى، التي في طلباتها أبدعت. في المكتبة، الرفوف من البضائع ملئت.

والناس في ذاك المكان ازدحمت. ويداي بالطلبات من القرطاس حملت. والناس في الطابور وعلى الخطوط اصطفت. ورجلاي من كثر الوقوف قد تيبست. فكل ما أحويه في السلال، على سطح الحساب انتثرت. لملم المحاسب أشياءها، فجمع، وطرح وقال الأسعار فيها خفضت.

وبعدها الفاتورة أصدرت. فأخرجت «النيطان» من الجيوب، فقلوبنا بتوديع من نحب قد تفطرت. هذا بالضبط ما حدث، فكل الأسر في تلك الظروف تشابهت. فلعل كلماتي بهذا الحديث أوجزت. ادعوا لآبائكم، فنفوسهم وأجسادهم من طلباتكم أهلكت.

 

الأكثر مشاركة