اللغة العربية إلى أين؟ (42)

ت + ت - الحجم الطبيعي

السؤال الذي يدور في أذهان من يدرسون أو يتعلمون اللغة العربية نحوها وصرفها هو:

هل وضع عالمٌ أو فقيه لغوي قواعد هذه اللغة ونحوها وصرفها.. أم أن هذه اللغة تكونت بمرور السنين على أهلها العرب، فشكلت هي نفسها قواعدها التي سار عليها أهلها؟

أجيب عن هذا السؤال دون تردد أو تفكير عميق، وأقول:

هذه القواعد لم يضعها أبو الأسود الدؤلي الملقب بملك النحو، ولا الخليل بن أحمد الفراهيدي ولا سيبويه ولا غيرهم.

كانت اللغة قبل هؤلاء وكانت قواعدها مدركة مستوعبة من قبل المتكلمين بها دون حاجة إلى دراسة أو تعلم، وما فعله هؤلاء العلماء لم يكن إلا شرحاً لهذه القواعد وتكريساً لها بعد أن تعددت اللهجات وتسربت الأخطاء إليها.

كان العرب يرفعون الفاعل والمبتدأ والخبر بشكل تلقائي وينصبون المفعول به ويجرون الأسماء المسبوقة بأحرف الجر.

وعندما نزل القرآن الكريم بلغة عربية فصيحة أصبحت الحاجة ماسة إلى تدوين قواعد هذه اللغة وصار القرآن مرجعاً حاسماً لها وحافظاً لنحوها وصرفها وبلاغتها.

وهذا ما جعل أبو الأسود الدؤلي يسجل هذه القواعد ويكون أول واضع لعلم النحو وهو الذي شكل أحرف المصحف على النهج المعروف سابقاً بوضع النقاط التي تشير إلى الشكل لا إلى تميز النطق، فالنقطة فوق الحرف تعني الفتحة وتحت الحرف تعني الكسرة وعلى يمين الحرف تعني الضمة أما التنوين فكان نقطتين بدلاً من نقطة واحدة.

ولد أبو الأسود الدؤلي سنة 16 قبل الهجرة أي سنة 603 ميلادية وتوفي في البصرة سنة 688 ميلادية عن خمسة وثمانين عاماً بسبب وباء الطاعون.

وفضل هذا العالم على لغتنا العربية كبير ويستحق أن يذكره بالخير كل من يتكلم اللغة العربية الفصيحة أو ينتمي إليها.

وللحديث بقية.

Email