اللغة العربية إلى أين؟ (41)

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد يخفى على أحد أن اللغة العربية أصبحت محاطة بالأعداء من كل حدب وصوب، وأن هناك محاولات حثيثة واضحة للنيل منها وإبعاد الأجيال العربية الجديدة عنها، وجعل كل من يتكلّمُها أو ينتمي إليها يسلم بأنها لم تعد لغة العصر الحديث وأن العلم بحاجة إلى لغة أخرى غيرها..

وحتى إعلامنا العربي لم يعد يهتم بالفصحى هويةً وانتماءً، بل اختلط الحابل بالنابل، وصارت الأخطاء اللغوية السمة المميزة للمذيعين والمذيعات وحتى الكتاب والصحفيين. جميعهم لم يعودوا مهتمين بصحة العبارة وسلامة القواعد.

هذا هو الواقع الذي بدأ الجميع يعرفه وينظر إليه باستسلام.

صحيح أن قيادتنا الرشيدة أدركت خطورة هذا الواقع على مستقبل الوطن العربي لا مستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، ومن هذا الإدراك صدرت القرارات والقوانين التي تدعم اللغة العربية وتساند جميع الجهود الهادفة إلى نشرها وجعلها اللغة الأولى في الدولة، وخاصة جهود وزارة التربية والتعليم وإدارات الثقافة في الإمارات، بالإضافة إلى جهود مجامع ومراكز اللغة العربية العديدة والمنتشرة في جميع إمارات الدولة.

أما إنقاذ لغتنا وإنقاذ أجيالنا القادمة التي نراها الآن أبعد ما يكون عن فهم الفصحى أو التحدث بها أو ممارسة الكتابة بحروفها وكلماتها، فهو يحتاج إلى خطة استراتيجية تسير عليها الدولة بأهداف واضحة ومخرجات مؤكدة تستطيع تغيير الواقع الذي يعيشه العرب بعيداً عن لغتهم وتعيش فيه هذه اللغة غريبة عن أهلها.

ومن هذا المنبر، أدعو جميع المسؤولين عن اللغة العربية وتدريسها إلى إنشاء هيئة تضع الخطة الاستراتيجية لنشر وتدريس اللغة العربية في جميع أنحاء الدولة.

هذه الهيئة التي أقترحها يكون لديها السلطة الكافية والدعم الحكومي لتنفيذ بنود الخطة الاستراتيجية التي تكون قادرة على وقف هذا التدهور الرهيب للغتنا العربية لدى أهلها والمنتمين إليها ويكون لديها مراكز لتدريس هذه اللغة وتخريج القادرين على التحدث والقراءة والكتابة بها من دون أخطاء.

وللحديث بقية.

Email