هكونا متاتا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تذرع الممر الأنيق جيئة وذهاباً، تعتمل في نفسك هواجس وأفكار سوداوية، ذهنك مشتت، وأفكارك متداخلة متشابكة بشكل معقد، فيتزايد التعقيد في حياتك البائسة، يضطرب الفؤاد، بينما تجد نفسك محاصراً بفكرة غامضة، فكرة واحدة تسيطر عليك، تدور في فلكها ألف ألف فكرة، تعصف بك مشاعر مبهمة، حتى تكاد حياتك تتحول إلى فوضى عارمة، تشعر بقلق مزمن، تحدث نفسك، عليك أن تدع القلق وتبدأ الحياة كما قال الكاتب الأمريكي ديل كارنيجي، لكن كارنيجي مات قلقاً، فتقفز إلى ذهنك عبارة «هكونا متاتا» من الفيلم الكرتوني «الأسد الملك»، وهي كلمة سواحلية بمعنى «لا تقلق»، تضحك، وسرعان ما تصاب بنوبة ضحك هستيري، تضحك حتى البكاء، تدمع عيناك، تدهمك هواجس ما وراء الضحك، لعله خير، «خير اللهم اجعله خير»، كما يقول أشقاؤنا المصريون، حتى في الضحك هنالك شيء من القلق.

تتسارع خطواتك، تجد نفسك في طريق طويل، تنظر خلفك، لقد ابتعدت كثيراً عن الممر الأنيق، تتسارع أنفاسك، ونبضات قلبك، تجد نفسك وحيداً، تواصل المسير، تمنحك الوحدة فرصة لمحاورة الذات، ووقتاً للتأمل والتفكر، تحاول تصفية الذهن، ذلك الذهن لا يمكن تصفيته مع كل ذلك التشابك والازدحام، تنفض عن نفسك تلك الأفكار السوداوية، يقال إن القلق قد يتحول إلى حالة مرضية، ترى ما الذي يحفز القلق، أليس كل شيء مقدراً ومكتوباً، «اعقلها وتوكل» كما في الحديث الشريف، فكل شيء بأمر الله، ومن حسن الأدب مع الله الثقة به وبتدبيره للأمور، فلا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، مع الأخذ بالأسباب بلا شك، معنى ذلك، لابد من عيش الحياة بكل تفاصيلها دون قلق أو خوف من المجهول، عش حياتك ولا تهتم، فكل شيء مقدر، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

 

Email