كن واعياً..

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع الانفتاح على العالم، وانتشار الثقافات، والتطور الهائل في مجالات التكنولوجيا، والانتشار الواسع والسريع للمعلومات. أصبح كل شيء بين يديك قبل أن ترمش عينيك. ومن وجهة نظري هنا يكمن السر، لكي تتعامل مع كل هذه المدخلات، لتكون النتيجة شيئاً يفيدك ويفيد أسرتك ومجتمعك.

فالتعامل مع كل هذا العالم حولك يحتاج منك لحظة وعي، أن تكون واعياً لكل تلك التفاصيل، وأن تختار أيضاً بوعي، أعلم أنه ربما يتبادر لأذهاننا ما هو الوعي المطلوب لذلك أو حتى ما هو الوعي؟ ببساطة الوعي كلمة تعبر عن حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذه التي تتمثل عادة بحواس الإنسان. كما يمثل الوعي عند العديد من علماء علم النفس الحالة العقلية التي يتميز بها بملكات المحاكمة المنطقية، الذاتية (الإحساس بالذات) (subjectivity)، والإدراك الذاتي (self-awareness)، والحالة الشعورية (sense) والحكمة أو العقلانية (sensibility) والقدرة على الإدراك الحسي (perception) للعلاقة بين الكيان الشخصي والمحيط الطبيعي له. والوعي بأمر ما يتضمن معرفته والعمل بهذه المعرفة.

هذا تعريف علمي ومنطقي، لكن أضيف لذلك وهو جزء لا يتجزأ من الوعي الحقيقي، وهي مشاعرك التي تتحول أو تتأثر بكل ذلك، لأنها الأساس في تغير أفكارك واتجاهاتك، وأيضاً لها التأثير في معتقداتك. فالمشاعر اللحظية لراحة أو سعادة ما لمتابعة مضمون قد يؤثر في معتقداتك وربما أخلاقك، فليس كل ما يعرض هنا وهناك مناسباً. أجل أنت من تحدد وتقرر، لأنك أمانة وكل من حولك أمانة عندك، وقد تكون أنت مؤثراً في آخرين، فكن واعياً بقلبك منفذاً بحواسك.

فكروا قبل أن تنطقوا الكلمات، واستشعروا كيف سيكون صداها على الآخر، فللكلمات سحر وتأثير. دع قيمك وأخلاقياتك هي المفتاح التي تفتح به القلوب والعقول. والأهم لا تقتحم نوايا الآخرين وتبدأ الحكم عليهم من غير وعي، فأنت ترى من منظورك فقط وزاوية تخصك، أما الآخر فله منظور آخر وزاوية أخرى. وهذه وصية القادة لصفات المؤثر الحقيقي.

فإن أردت شهرة واسماً يذكر عبر التاريخ والزمان، اصنعه بوعي من اختيارات تؤثر فيها بحب وصدق، وتجارب وخبرات، وانتقِ ولا تدع التيار هو من يجرفك. أنت لك رأي يمثلك وصوت يميزك وقلب ينبض بداخلك، ولست مبرمجاً، بل مخير. فأحسن الاختيار.

البحر واسع، وأعماقه يملؤها الكثير، لكن الصياد الماهر هو من يعرف أين يلقي بشباكه، وماذا يصطاد، وإن صادف وظهر ما لا يناسبه، غيّر الاتجاه ليجد ما يفيد. وكما قيل ليس كل ما يلمع ذهباً، فالقشور تخبأ وكذلك العقول. كن واعياً وكن صاحب القرار.

Email